سعد بن عبدالقادر القويعي
لا يساورني شك، في أن هناك أصابع خارجية فتحت الحدود السورية مع العراق؛ لجلب المقاتلين العرب، وبدء عصر دولة - ما يسمى - «داعش»، حتى وإن مثلت في نهاية الأمر ورقة من أوراق لعبة «بوكر» الإقليمية، والدولية، - خصوصا - بعد انضمام تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي إلى تنظيم الدولة الإسلامية في الشام، والعراق، والتي ربطته علاقات أيديولوجية وتنظيمية بنظرائه من تنظيمات، وخلايا إرهابية، ومبايعته له، حتى خرج التنظيم - في الفترة الماضية - ببيان يؤكد صدق تنبؤاته، وقراءته المتميزة للمشهد الحالي - كما يزعم -.
تحذير مدير وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية فنسنت ستيوارت في خطاب له أمام مؤتمر أمني - قبل أيَّام -، من تأسيس التنظيم المتشدد لداعش فروعا ناشئة في كل من مالي، وتونس، والصومال، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وتأكيد ما سبق بقوله: «لن يفاجئني لو وسعوا نطاق عملياتهم من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى مناطق أعمق داخل مصر»، هو دليل - في تقديري - على أن تنظيم داعش ورثت فروعا لها في مناطق مختلفة من العالم، ومن ضمنها: مصر، حتى لو لم تكن هي من أسسه، إلا أنها ستشكل خطرا في تعزيز طموحاتها في مصر - ولاسيما - وقد استطاع أن يمد شريان التنظيم السيناوي بالمال - وربما - بالرجال، والسلاح، والخبرة القتالية العالية، وسط غض طرف دولي رهيب.
يوماً بعد يوم، تتخذ الحرب المفتوحة بين الدولة المصرية، والتكفيريين في سيناء مساراً أكثر تعقيداً، وذلك ضمن دائرة استهداف مصالح إقليمية متقاطعة؛ من أجل تحقيق هدف شبح التقسيم، الذي يطل برأسه على امتداد الوطن العربي. وللحديث صلة حول خطورة الأمر على الأمن القومي المصري، إِذْ لا زلت أتذكر جيدا تحذير - المستشار القانوني السابق للجيش الليبي - رمزي الرميح، من مؤامرة كبري تهدف؛ لتفريغ سوريا، والعراق من المقاتلين الأجانب، ومنح ليبيا بيت مال لتنظيم الإرهابي، الذي صنعته أجهزة المخابرات الدولية، وعلى رأسها: الـ«سي أي إيه»، - خصوصا - وأن السفارة الأمريكية حذرت - قبل أيَّام - من نية داعش إعلان «سرت» عاصمة للتنظيم، وذلك بعد النجاحات التي حققها في مدينة درنة، وسرت، وجزء صغير من بنغازي، ووجوده الواضح والقوي في العاصمة طرابلس، على أمل أن يحقق هدفه المنشود في السيطرة على مفاصل الدولة الليبية، في ظل الحرب الدائرة بين الجيش الليبي، والتنظيمات الإرهابية.
وجود العناصر الإجرامية في منطقة سيناء، سيدخل مصر في الحزام الدولي لمكافحة الإرهاب؛ ولأن تنظيم داعش الإرهابي بدأ في تنفيذ مخططه، الذي يرمي لاستهداف الدول العربية عبر بوابة ليبيا؛ فإنَّ الأمر يستوجب تفعيل القوة العربية المشتركة، والعمل على توفير الدعم الكامل، بما فيه الدعم السياسي، والمادي للحكومة الشرعية الليبية، وتوفير المساعدات اللازمة لها؛ لصون، وحماية سيادة ليبيا من خلال دعم الجيش الوطني، حتى يستطيع مواصلة مهمته الرامية إلى القضاء على الإرهاب، وبسط الأمن في المنطقة.