سعد الدوسري
يوم الثلاثاء الماضي، أشرت لتميّز شبابنا وشاباتنا في مجال السينما، وكيف أنهم يفتقرون لدعم المؤسسات الرسمية والأهلية لكي يسجلوا حضورهم على خارطة المنجزات الإبداعية، مع زملائهم وزميلاتهم في كل دول العالم. وفي الحقيقة، ثمة مبدعون ومبدعات في مجالات أخرى غير السينما، يعانون ذات المعاناة، فالعالم يعترف بهم ويقدّر منجزاتهم، لكن أحداً لا يلتفت إليهم في بلادهم ولا يستمع لشكواهم ولا يدعم فعالياتهم.
في مجال المسرح، تفوز كل عام العديدُ من المسرحيات المحلية التي لا تتبناها مؤسساتنا الحكومية أو مؤسسات القطاع الخاص، بل يصرف عليها أفرادُ الفرقة من جيوبهم الخاصة، ولا شك أن المسؤولين في الجهتين يقرأون أخبار فوز تلك الفرق ويقرأون أيضاً أن الشباب هم مَنْ كان وراءها، وكلُّ هذا لا يثير لديهم أية أحاسيس بالذنب، فكل منهم يبرر لنفسه:
-هذه ليست مسؤوليتي.
حسناً، وما الذي تشعر به حينما تقرأ خبر تكريم الأمم المتحدة للدكتورة ملحة القحطاني ومنحها لقب سيدة المسرح السعودي؟! ما الذي تشعر به حين تتابع فنانات أبها التشكيليات، وهن ينقشن القط العسيري ليمثلننا في اليونسكو؟! ما الذي تشعر به، وشباب فن العرضة يدخلونها ضمن التراث العالمي للفنون؟!
إن شبابنا المبدعين والمبدعات في مجالات مثل السينما والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى والتراث الشعبي، قد قفزوا بنا إلى السطح الدولي، وعلينا أن نبدأ في التوجه لدعمهم، فلا ثروة لنا غيرهم، ولن يمثلنا سواهم.