د.عبدالعزيز العمر
في حديث لمعالي مدير جامعة الملك سعود السابق د - عبد الله العثمان، ذكر معاليه أن عدد الطلاب الذين يتسربون سنوياً من الجامعة تجاوز 35% . ولا شك أن هذا يشكل هدراً مالياً وبشرياً غير مقبول، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن التعليم العالي مكلف مادياً، ويجب ألا يكون متاحاً إلا لأولئك الذين يمتلكون مهارات عقلية متقدمة وسمات شخصية نوعية. وفي إطار جهود الجامعات لمعالجة هذا الخلل أدخلت الجامعة ضمن برنامجها الدراسي سنة تحضيرية، هدفها تجسير الفجوة بين المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية، ورفع مستوى إعداد الطالب ليكون مؤهلاً لبدء حياته الجامعية.
إن جزءاً كبيراً من مشكلة الجامعات لدينا يكمن في كون الجامعات تستقبل نسبة كبيرة من خريجي الثانوية العامة تتجاوز 80 %، في حين ان هذه النسبة في الدول المتقدمة تقع في حدود (35-45 %). ولقد أدى ذلك إلى خلل تنموي تجلى بوضوح في ارتفاع نسبة البطالة بين الخريجين (12 %)، وفي عدم مواءمة المخرجات الجامعية مع ما يتطلبه سوق العمل من مهارات وقدرات. الحل لمعضلنا التنموي كما أراه، يكمن في التوسع في التعليم الجامعي الفني على حساب التعليم الجامعي الأكاديمي، خصوصاً في المستويات المهنية الوسطى (Semiprofessional) التي تتطلب غالباً درجة الدبلوم الجامعية، وقد يكون الوقت اليوم مناسباً لإعادة النظر في هيكلة ونوعية برامج كليات التقنية لتخدم برامج التنمية كما هو متوقع منها، ولدولة كندا تجربة مذهلة في التعليم الفني تشرفت بكتابة تقرير عنها بتكليف من معهد بحوث التعليم العالي.