لبنى الخميس
واجهت خلال حياتي مواقف متعددة وضعتني وجهاً لوجه أمام مخاوفي ونقاط ضعفي، ومنحتني فرصة ثمينة للعمل على تحسينها وتحويلها من نواقص إلى مكملات تعينني للمضي قدماً في دروب الحياة. وأحد أكثر العوامل التي ساهمت في التغلب على معظم المخاوف ومشاعر عدم الأمان والراحة هي «الثقة بالنفس».. لكن ما هي الثقة؟ وكيف يبني المرء ثقته بنفسه؟ وهل تأتي «كباكج» مكمل لامتلاك سيارة فارهة؟ أو خاتم ثمين؟ أو وظيفة مرموقة؟
الإجابة هي حتماً لا، فالثقة عملية بناء مستمرة، تبدأ من الداخل ويمتد أثرها على معظم شؤون حياتك، فهي ككبسولة الداخلية التي تسقط من دماغك وتتوزع على كافة أنحاء جسدك، لتمكنك من التصرف بوعي والتحدث بفصاحة وذكاء، لترافقك إيماءات جسدك، نبرة صوتك، وطريقة تحليلك للأمور في هذه الرحلة، ما يجعل الشخص الذي يقف أمامك مصدقاً ومستمتعاً بحديثك ورؤيتك، وراغبة في الاستماع للمزيد.
اليوم أشارككم وصايا متنوعة وحيلاً نفسية لرفع «الثقة بالنفس».. والوصول إلى أقصى درجات الرضا والإنجاز الذاتي في حياتك:
- إذا كانت الثقة كعباً عالياً.. فارتديه:
يقول المثل الأمريكي: «إذا أردت شيئاً فاتردي الثياب المناسبة له» بمعنى إذا كنت تطمح لتقلد منصب وزير أو الحصول على لقب أفضل لاعب كرة سلة، فابدأ بارتداء ثياب الوزراء، ولا تتردد في اقتناء أحذية الرياضيين المحترفين. فرحلة وصولك إلى هدفك تبدأ قبل وقت طويل من حصولك عليه، عبر إيمانك بهدفك وبذاتك. أما إذا كان هدفك هو رفع الثقة بالنفس، فافتح خزانتك، واختر منها أفضل ما ترتاح وتسعد به من الثياب، وارتديها في المناسبات الهامة واللحظات الفارقة في حياتك فهذه الحيلة ستبدأ برفع تيرمومتر الثقة بالنفس، وستأتي الصفات الداخلية الأخرى مكملةً لمظهرك الخارجي.
- أحط نفسك بأشخاص يؤمنون بك
إذا كان من حولك مجموعة من مدمني السلبية والانتقاد، ممن يرفضون خلع نظارتهم السوداء والتمتع بألوان الحياة الزاهية من حولهم فذلك سوف يؤثر بشكل كبير على مسيرة ثقتك.. فالثقة تنبع من الداخل.. نعم، لكنها تتأثر بشكل كبير بالمحيط. اسع على تنظيف دائرتك الصغيرة.. واحط نفسك بمجموعة إيجابية محفزة.. تصفق لك وتدعم نجاحك دون أن يكون هدفك إرضاءهم بل إرضاء ذاتك.
- اقرأ سيرتك الذاتية دائماً
قبل الدخول لمقابلة عمل.. أو تقديم كلمة أمام الجماهير، أو بدء يومك الأول في عملك الجديد، اقرأ سيرتك الذاتية، واحتفي بها بكافة تجاربها من التخرج من الجامعة، وصولاً إلى حضور المؤتمرات والدورات والحصول على شهادات تقدير، وانتهاءً بتجاربك العملية أو التطوعية، هذه الحيلة ستمهد لدماغك الطريق ليؤمن بأنك كما نجحت وقتها ستنجح الآن.
- ردد كلمات إيجابية ولطيفة لنفسك
تخيل بأن صوتك الداخلي هو صديقك المقرب الذي يحبطك كل دقيقة (أنت فاشل، أنتِ سمينة، أنت لا تعرف كيف تتصرف) هل ستستمر بصداقتك معه؟ حتماً لا، بل ستستبدله بصديق يفهمك ويقدرك.. ويستوعب أخطاءك ولا يحاكمك كقاضٍ ظالم ليل نهار.. فكن هذا الصديق الجميل لنفسك لا رجل الشرطة المترصد لأخطائك وزلاتك!
- احتفِ بإنجازاتك الصغيرة
انتهيت من قراءة كتاب؟ أنجزت عملاً ظل مؤجلاً لفترة طويلة؟ فقدت وزناً بطريقة صحية؟ أسعدت شخصاً في هذا اليوم؟ دوّن هذه الإنجازات بجوالك، اقرأها واحتفل بجمالها مهما كانت تافهة.. بعد فترة سيفيض هاتفك وقلبك بالعديد من الإنجازات.. توقف عن التدوين إن أردت، لأن ثقتك وقتها ستكون عانقت حدود الرضا والسعادة.
- اقرأ.. وستجد الثقة بين صفحات الكتب!
هل سبق وجلست مع قارئ جيد؟ غالباً ما سيدهشك بطلاقة لسانه، وثراء ثقافته، وغنى مخزونه اللغوي، فالقراءة تثري العقل وتغذي الفكر وتمنحك شعوراً لذيذاً بالثقة، لذلك يقول سقراط: «تكلم حتى أراك» أي أن حضورك مرتبط بشكل أساسي بحديثك وفصاحتك ورجاحة منطقك. القراءة ستهديك فصولاً مزهرة من الدهشة والمعرفة، وستضمن لك حوارات غنية وثرية مع الآخرين دون أن يشوهها الجهل أو تنقصها ركاكة المفردة وسفاهة المنطق.