فاطمة العتيبي
اعتادت المملكة العربية السعودية على السياسة الحكيمة، ورثت هذه الخاصية كابراً عن كابر.. لذا نجد أنها لا تخلط بين السياسة والشعوب، فمآلات مواقف الساسة متغيرة، باختلاف المصالح وهذا لا يعيبها فهذه هي السياسة واشتراطاتها.. لكن الشعوب لا ذنب لها، ولم تدخلها السعودية يوما كورقة في حراكها السياسي وذاك لنبلها وشيمها العربية.
اللبنانيون ليسوا حسن نصر الله..
والسوريون ليسوا بشار الأسد
والإيرانيون ليسوا الملالي
مثلما أن المصريين لم يكونوا مرسي
لن تعجزنا اللغة في مواقف ساسة الأمة العربية معنا ومقابلة خيرنا بشر، ولن ننسى موقفهم من دول الخليج في حرب الخليج الثانية، حيث حشدوا آلتهم الإعلامية للنيل منا واعتبار النفط ثروة مشاعة لا بُدَّ أن يقتسموها معنا!!
لن ننسى وفود الحج المرفهة ثم النكوص علينا.. أو الاحتفاء الذاهل في ردهات الجنادرية ثم انقلابهم المشين في أوراقهم الصفراء.
لن ننسى أننا دائما كنّا النبلاء واحترمنا ووفينا وتعاملنا بما تمليه علينا شهامتنا الأصيلة..
فما اعتبرنا يوما أن البداوة سبة ولا عددنا النفط زرية.. ولا جعلنا من حلب النوق عارا، ولا نظرنا لأنفسنا بأننا أقل مقدارا.. ما يرونه عيوبا نراه مميزات تطربنا وتشجينا كلما ذكرت.. فيقولها الغيطاني في سياق الهجاء ويقولها بدر بن عبد المحسن في سياق الفخر.
أنا بدوي.. ثوبي على المتن مشقوق
مثل الجبال السمر صبري ثباتي
ومثل النخيل اخلقت انا هامتي فوق
ما اعتدت انا احني قامتي إلا فـ صلاتي