د.دلال بنت مخلد الحربي
شرعت دارة الملك عبدالعزيز منذ فترة قريبة في تنفيذ برنامج يتعلق بأعلام المملكة والتعريف بدورهم في بناء الدولة، وهو توجه أقل مايقال فيه أنه متميز وإيجابي..
فمن خلال مثل هذا البرنامج يتم توضيح جهود جملة من الأعلام الكبار الذين شاركوا في عملية بناء الدولة منذ الدولة السعودية الأولى حتى الدولة المعاصرة، وفي الغالب ان هؤلاء الأعلام ممن تضاءلت المعرفة بهم من الجيل المعاصر، وأصبح هناك القليل ممن يعرفون عنهم المعلومات الكافية، وبالتالي فإن هذه الندوات هي بمثابة إظهارهم إلى حيّز الوجود من جديد.. وتحرص الدارة على أن يكون مقر الندوة في موطن العلم..
وقد قدر لي ان أشارك في ندوة من ندوات هؤلاء الأعلام في الأسبوع الماضي في بلدة طبب عن عبدالوهاب بن عامر المتحمي الملقب بـ «أبو نقطة».. وطبب هي مقر ولادة عبدالوهاب المتحمي ونشأته وقاعدة إمارته بعد ذلك، وقد برز المتحمي خلال الفترة من 1217 هجرية الى عام 1224 هجرية وعد من القادة الذين ساندوا الدولة السعودية الاولى باختيارهم، وعرف بالحنكة والشجاعة والفروسية.
وقد وثق عبدالوهاب علاقته بالإمام عبدالعزيز بن محمد والإمام سعود بن عبدالعزيز وتولى القيادة في جبهات عسير والمخالف السليماني واليمن والحجاز وكانت له شهرة واسعة في وقته..
ورغم النجاح الذي صاحب الندوة وحيازتها على قبول الحاضرين فإنني أقترح على الدارة أن تفكر مستقبلاً بأن تمتد هذه الندوات لأكثر من يوم، وأن يصاحبها معرض تعرض فيه مقتنيات للشخصية العلم (إن وجدت) وماكتب عنه، كما وتعرض الوثائق أو المخطوطات الخاصة به أو بالحديث عنه، مع إعداد جولة ميدانية للأماكن المهمة المتعلقة بالشخصية العلم من مثل منطقته، منزله، مسجده، وكل أثر له علاقة به.
لا شك أننا نحتاج في هذه المرحلة الراهنة إلى إبراز أدوار هؤلاء الأعلام وتعريف الجيل الحاضر بما قدموا من تضحيات وما أسهموا به من أدوار إن كانت عسكرية أو سياسية ساهمت في تثبيت دعائم الدولة والدفاع عنها، والعمل على توحيد أجزائها، أو أدوار علمية وثقافية ساهمت في علو مكانة الدولة وإفادة المجتمع الذي كانوا فيه..