موضي الزهراني
معالي وزير العدل أعانك الله على الأمانة التي كُلفت بها والتي تقوم جزئية منها على «تقرير مصير المستضعفين على وجه الأرض، وإنقاذ حياتهم»، وخاصة ممن تصل دعواهم إلى منصة القضاء! حيث للأسف الشديد وصلتني شكوى من «والدَين» يشكيان في نفس الوقت من أحكام صدرت بحق أطفالهما، وسأعرضها على معاليكم للتدخل في حمايتهم، حتى وإن كانت حصانة القضاة فوق مظلة وزارتكم العادلة وهي:
1ـ أحد الآباء يشتكي من وضع طفلته في الصف الثاني ابتدائي، والتي تعاني من حالة نفسية تسببت في رفضها الذهاب للمدرسة، وذلك بسبب رفض أحد القضاة في المحكمة الجزائية في حائل خروج والدها من المحكمة إلا بعد النظر في قضيته، حيث كان موعد الجلسة الساعة التاسعة والنصف صباحاً، لكن القاضي لانشغاله لم ينظرها إلا بعد الساعة 12 ظ، مما تسبب ذلك في تأخر الأب على موعد انصراف ابنته من المدرسة طويلاً، فظلت تنتظر ابنته مذهولة وخائفة من نسيانه لها وتركها بالمدرسة! ولاهتمام الأب بحالة ابنته النفسية التي تطورت لخوف شديد وعقدة نفسية، تقدم بشكوى لخط الطفل ومركز البلاغات، لكن الكل اعتذر لأنه لا سلطة لهم على القضاة! فاتجه للمجلس الأعلى للقضاء يشكو تعامل القاضي معه، ولكن حكم عليه بغير حق (ولم يحاول المجلس حينها تكليف مفتش قضائي للتحقيق في الأمر والتأكد من شكوى الأب) كما يفيد في شكواه! فهذه الطفلة التي أصبحت ضحية لتعامل تعسفي، بحاجة لتعاون الجهات المعنية بحماية الطفل لتشخيص حالتها ومساندتها نفسياً.
2ـ الأب الثاني من منطقة القصيم يشتكي من تعرض ابنته البالغة من العمر 12 سنة للعنف النفسي الشديد بسبب تنفيذ حكم صادر بتسليمها لوالدتها في الرياض، بدون اعتبار للتقرير النفسي الصادر من وحدة الحماية بالرياض بأن الأصلح لها أن تعيش لدى والدها! ولكن يشكو الأب من عدم اعتبار القاضي للتغيرات التي حدثت في حياتهم واعتماده حكماً صادراً من عام 32هـ بدون استماع للأطراف المعنية بالقضية، والسعي لحماية الطفلة باختيار المصلحة الفضلى لها! وتتضمن شكوى الأب كذلك طريقة تنفيذ الحكم من إدارة تنفيذ الأحكام بالرياض والتي لم تراع نفسية الطفلة ووضعها النفسي للأسف الشديد! مما يحتاج إلى آليات قوية لحماية الأطفال من المُنفذين للأحكام بدون رحمة بطفولتهم وبراءتهم! وسيتم تنفيذ الحكم إجباراً بدون رغبتها!
معالي الوزير: هاتان القضيتان بياناتهما لديّ، ومن واقع مسئوليتي المهنية والإنسانية، أعرضها لكي تكون تحت مباشرتكم ومسئوليتكم (اللهم إني بلغت).