د. عبدالرحمن الشلاش
مؤلم ومحزن أن يقع لبنان الحضارة والثقافة والتاريخ في براثن حزب إرهابي مجرم يسمّى «حزب الله»، في وقت ليس له من الاسم أي نصيب، فهو حزب شيطاني يمارس من الأعمال ما يغضب الرحمن ويرضي سيده الشيطان. استغل حسن زميرة ذنب الفرس العتيد وبقية زبانيته الفراغ السياسي، فسيطروا على المشهد الذي اختفى منه شرفاء هذا البلد العربي الأصيل، وصار القرار بيد المهرج زميرة وحزبه القذر.
متى يعود لبنان الذي نعرفه؟ آه يا لبنان بلد السهل والجبل والبحر، بلد الثقافة والحرية والتنوع المذهبي في صورة كانت زاهية ومشرقة للتعايش في ظل عروبة لبنان وأصالتها وحريتها التي لا توجد في كثير من البلدان فهل كنتِ محسودة يا لبنان؟ لبنان التي يقصدها كل العرب مصيفاً جميلاً تحولت لثكنة عسكرية لحزب إرهابي كريه تابع للنفوذ الفارسي ينفذ أجندة ملالي قم ومرشدها التعيس.
قدر لبنان أن تخرج مثخنة بجراحها من حرب أهلية طويلة، وما إن تهدأ وتستقر حتى تبتلى بأخبث حزب على وجه الأرض. يوم الأربعاء الماضي أعلن وزراء الخارجية العرب أنه جماعة إرهابية، واتهموه بزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، وقالوا في بيانهم الختامي في اجتماعهم بتونس «ندين إدانة كاملة حزب الله الإرهابي لدوره في زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية»، وكان مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد قرر في وقت سابق اعتبار هذا الحزب النشاز بقادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة منه كافة منظمة إرهابية.
بعد كل هذا الإجماع العربي في إدانة حزب الشيطان وفضحه لخزاياه ماذا ينتظر شرفاء لبنان؟ هل يصعب عليهم استئصال هذا الورم السرطاني الخبيث المتغلغل في جسد بلادهم؟ حزب وضع لبنان في مفترق طرق صعبة، وأحرجه أمام أشقائه بأعماله الإرهابية، وتبعيته المذلة لإيران، ودعمه الكامل لنظام الجزار بشار في سوريا، وقتله للنساء والأطفال، ودعمه المطلق للانقلابيين الحوثيين في اليمن، ومحاولاته التدخل في كل صغيرة وكبيرة بشأن الدول الشقيقة، وهجومه المستمر في كل مناسبة على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وبقلة حياء ووقاحة لا مثيل لها، عبر قائده زميرة إيران حسن وذيلها الأكبر المسبّح بحمدها والساجد لمرشدها الخامئني المخرف.
إذا كانت كل الأعمال القبيحة غير مستغربة من حزب تابع لأسياده الفرس كقطيع البهائم التي لا تعي ولا تعقل، بل توجّه إلى الطريق الذي يريده الراعي، فإن الأكثر غرابة وما يدعو لها أن يقف أبناء لبنان الصادقون موقف المتفرج على حزب إرهابي متهور قد يفقد بلادهم كل شيء، ويضيف لمشاكلها المزيد من المشكلات حين يدخلها في نفق أزمة اقتصادية خانقة قد لا تخرج منها، فهل ستضحي هذه الدولة العربية العريقة بأشقائها من أجل حزب الشيطان الفارسي؟ الحزب الذي يقودها للهاوية السحيقة، وهي هاوية إن سقطت فيها فقل عليها السلام، وهو الأمر الذي لا يرضاه أي عربي غيور للبنان الشموخ؟
عودة لبنان إلى صفها العربي القويم مرهونة بإرادة شرفائها وعزيمتهم الصادقة، في تغيير الأحوال المائلة التي أوجدها حزب نبت كسرطان خبيث، وإزالته شرط أساسي لحياة لبنان فهل فهمتم؟