محمد عبد الرزاق القشعمي
في معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام 2016م حرصت على اقتناء (قاموس الأدب العربي الحديث) في طبعته الثانية 2015م والذي أعادت طبعه الهيئة المصرية العامة للكتاب، رغم اقتنائي للكتاب في طبعته الأولى عام 2007م والتي صدرت عن طريق دار الشروق بالقاهرة. وقد لاحظت عليها بعض القصور والأخطاء التي نشرتها في مقال بالمجلة الثقافية بجريدة الجزيرة بالعدد 10235 الصادر يوم الاثنين 18 من صفر 1429هـ الموافق 25 شباط 2008م.
أقول حرصت على اقتناء الطبعة الثانية عندما قرأت في مقدمتها قول المشرف والمحرر للقاموس الدكتور حمدي السكوت: «.. وسيرى القارئ أن الطبعة الحالية قد أوفت بمعظم الوعود التي تعهدت بها الطبعة السابقة.. وكان التطور المهم الذي أدخل على منهج إعداد هذه الطبعة هو تعيين لجنة خاصة للإشراف على إعداد القاموس، اختيرت بعناية من أساتذة أجلاء، أكفاء، جادين، مبدعين ونقاداً، أسهم أعضاؤها إسهاماً كبيراً في اختيار المشرفين والمراجعين الجدد في مصر وفي العالم العربي بعامة، كما قامت اللجنة باختيار من ينبغي إدراجهم - أو عدم إدراجهم - ضمن أصحاب المداخل، سواء في مصر أو خارجها، وقد أسهمت اللجنة كذلك في كتابة عدد كبير من المداخل المصرية - أحياناً العربية - واختارت من يكتب سائرها أو يراجعها من المصريين أو العرب، في مهمات متغايرة أخرى..».
ثم عدد أسماء أعضاء اللجان، وأجزل لهم الشكر، ثم استعرض أسماء المراجعين وشكرهم وختم شكره لرئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب لترحيبه بنشر هذا القاموس حين عرف أنه ترك ناشره السابق، وقال في ختام المقدمة:».. وشكر خاص للأستاذة: جيلان زيان، التي تفضلت بمراجعة كل ما ورد في القاموس من مفردات ومؤلفات ومراجع باللغة الفرنسية، ونبهت إلى وفاة من توفي، وأخيراً وليس آخِراً فالشكر كل الشكر لزوجتي الدكتورة إي.إم. سارتي، على ملاحظاتها الكثيرة المفيدة، وعلى تذليل كل الصعاب...».
بعد قراءتي لما كُتب أيقنت أن الأخطاء السابقة قد صححت وأن الإضافات قد تحققت، قررت شراء هذه الطبعة رغم ارتفاع سعرها (75) جنيهاً إذ المعروف أن الهيئة العامة للكتاب تهدف إلى نشر العلم والمعرفة وليس الربح.
وبعد وصولي للمنزل تصفحته لأجد أنها (على طمام المرحوم)، فأول ما رجعت له للأستاذ أمين معلوف والذي أماته في الطبعة الأولى عام 2007م، وقد أصر على إماتته في هذه الطبعة أيضاً. رغم أنه ما زال حياً يرزق وفي مركز مرموق على المستوى العالمي فهو العضو العربي الوحيد في الأكاديمية الفرنسية بباريس.
إضافة لشبلي شميل الذي جعل وفاته عام 1971م بينما هو قد توفي عام 1917م فقد نتجاوز عن هذا الخطأ المطبعي وغيره ككتابة اسم طلفي الخولي (لطيفي) ص893، كما بحثت عن اسم الشاعرة والكاتبة الكويتية سعدية مفرح فلم أجد لها أثراً.
الذي شجعني على شراء هذه الطبعة هو ما سبق الإشارة إليه مع كتابة عبارة (طبعة جديدة مزيدة ومحدثة) فعدت استعرض أسماء الأدباء السعوديين والرواد منهم بالذات فلم أعثر على أسماء: عبد العزيز الربيع، وعبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، وفهد المارك، وفهد العريفي، ومحمد عمر توفيق، ومحمد علي مغربي، وأبو تراب الظاهري، وعبد العزيز الرفاعي، وحافظ وهبة، وعبد الله القصيمي، وإبراهيم الفلالي، وسعد الجنيدل، وعبد الله عريف، وأمين مدني، وعبد الله عبد الجبار، ومحمد الناصر العبودي، وعبد الفتاح أبو مدين، ومحمد عبده يماني،، وعابد خزندار، وعبد الله مناع، وعبد الرحمن الطيب الأنصاري، وعبد الله الشباط، وثريا قابل، وعبد الله الغذامي، وسعد البازعي، ويحيى محمود بن جنيد، وعبد الوهاب أبو سليمان، وحسن الصيرفي، وأسامة عبد الرحمن، وعمران محمد العمران، وانتصار العقيل، وعبد العزيز خوجه، وغيرهم كثير.
إذا كان مثل هؤلاء لم يشملهم القاموس رغم أن هذه الطبعة اختلفت عن سابقتها فيما يتعلق بأدباء المملكة فنجد إضافة بعض الأسماء مثل: عبده خال، ويوسف المحيميد، وأميمة بنت عبد الله بن خميس، ورجاء عالم وبدرية البشر، وجبير المليحان، وجاسم الصحيح وحسن القرشي وحمد الحجي وعبد الله النور ومحمد سعيد الخنيزي ومحمد بن عبد الله البليهد ومحمد بن عبد الله العثيمين ومحمد بن عبد الله العثيم وناصر بوحيمد ونجاة خياط.
فلماذا لم يضف لهم مثل هذه القامات المهملة أو المنسية، بينما نجد شباباً قد ضمهم القاموس لم يبلغوا مبلغ من أهملوا.. كنت أظن أن معد ومشرف ومحرر القاموس والذي ذكر وأشاد بمن ساعده، وذكر أسماء المشرفين الجدد في مقدمة الطبعة الجديدة بدءاً من الجزائر وحتى البحرين إلى أنه لم يذكر أسماء من كتب ترجمة الأسماء الجدد وهم: سحمي الهجاري ترجم لعبده خال، وصالح المحمود وترجم لأميمة الخميس، وجامس الصحيح وسعد البازعي وترجم ليوسف المحيميد، وإبراهيم الشتوي المترجم لبدرية البشر ولجبير مفضي المليحان.
وهذه الإضافات لا تعفي من التساؤل والتعجب إذ كيف يسقط أسماء كبيرة رائدة سبق الإشارة إلى بعضها.. وهذا لا يقلل من أهمية هذا القاموس، فلعل ذلك يلاحظ مستقبلاً في الطبعات القادمة.
والله الموفق.