رقية الهويريني
يبدو أن الشركة السعوديــــــة للكهرباء بدأت بخوض غمار برنامج التحول الوطني الاستراتيجي المتسارع، وأصبحت تعمل بكفاءة من خلال سعيها لتوفير الطاقة النظيفة تحت شعار «طاقتنا من شمسنا ورمالنا» حينما شجعت ودعمت المشروع التجريبي لإنتاج الكهرباء من الرمال الساخنة (تسخين الجسيمات PHR) والذي تنفذه جامعة الملك سعود في الرياض، وهو المشروع الذي ابتكره الدكتور هاني الأنصاري الأستاذ بكلية الهندسة بالجامعة وحصل على براءة اختراعه من الولايات المتحدة الأمريكية، ويهدف المشروع إلى توفير الطاقة الكهربائية البديلة والمتجددة بالرمال الساخنة، للحد من استخدام الوقود التقليدي والملوث للبيئة، ولدعم الاقتصاد الوطني.
ويقوم المشروع على فكرة تركيز أشعة الشمس على الرمال المتساقطة داخل فتحة أعلى برج التسخين باستخدام عدد من المرايا العاكسة، لتبدأ هذه الرمال في تسخين المبدل الحراري ودفع الهواء المضغوط لتدوير التوربينات وإنتاج الكهرباء. حيث يمكن للمشروع الواحد إنتاج ما يعادل 10 ميجاوات من الطاقة الكهربائية تكفي لتزويد قرى صغيرة وأحياء كاملة باحتياجاتها من الكهرباء.
ونأمل ألا يقف المشروع عند التشجيع والزيارة فقط، بل يتجاوزه للدعم والمشاركة وتقديم كافة التسهيلات له، ومتابعة إنجازه والحث على سرعة تنفيذه بالاستعانة بالخبراء والمصنعين والموردين، ومعالجة ما قد يترتب على هذه التقنية الجديدة من ضرورة الصيانة الدورية للمرايا بسبب الحالة الغبارية التي تعتري أجواء بلادنا أغلب أيام السنة مما يستدعي تنظيفها أو غسلها يومياً لتعمل بكفاءة واستمرار.
ما يدعو للسرور ويبعث على الفخر أن هذا المشروع من ابتكار مواطن سعودي متخصص بالهندسة الكهربائية في جامعة عريقة، وخبير ببلاده، ولديه إحساس يقظ بحاجة سكانها الماسة للطاقة الكهربائية معظم فصول السنة، حيث تستنفد وتستهلك الطاقة الكهربائية كميات هائلة من البترول لتشغيلها، كما يتكبد المواطن مبالغ هائلة مقابل الحصول على الكهرباء.
ونرجو أن يتم التوسع في توليد الطاقة الكهربائية من مصادر طبيعية غير ملوثة للبيئة مثل الطاقة الشمسية والرياح وأمواج البحر، وكذلك الحرارة الصادرة من جوف الأرض والتي قامت بها بلجيكا وبعض دول شمال أوروبا لاستغلال هذه الطاقة.
أما المؤسف في الأمر، فهو اتجاه المهندس الكهربائي الخبير لأمريكا للحصول على براءة الاختراع! وكان حرياً بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية احتضان هذا المشروع ليكون مشروعاً وطنياً وحسب!