لبنى الخميس
أنت في وظيفة جيدة وآمنة، وحولك عائلة جميلة وأصدقاء محبون، تقتطع القليل من راتبك الشهري في حسابك الادخاري، وتحقق كل بضع سنوات إنجازاً، يُشعرك بأهميتك، ويذكرك برسالتك الحقيقية في الحياة.. لكنك تؤمن في أعماقك بأنك تستحق أن تكون في موقع أفضل، يشير نحو اتجاه بوصلة قلبك وشغفك، ويشبه تلك الخطط التي كنت ترسمها لشكل وعظمة نجاحك قبيل التخرج من المدرسة أو الجامعة، لكنك لست هناك، وتتساءل كلما اختليت بنفسك أو مررت على قصص العظماء والناجحين: ما الذي حدث؟ ولماذا لم أصل للنجاح الذي لطالما آمنت بأني أستحقه؟
أشارككم اليوم أسباب كونك لست ناجحاً بالقدر الذي تتمناه.. فاقرأ السطور القادمة بتمعن:
- لا تمتلك تعريفاً واضحاً للنجاح
تستطيع أن تركض ليل نهار لتحقيق هدف معين.. لكن إذا لم تمتلك خطة واضحة، وتعريفاً شبه كامل للنجاح، فلن تصل للرضا الذي تنشده لحياتك. قف دقيقة، واسأل نفسك؟ ما هو النجاح بالنسبة لي؟ هل هو الدخل المرتفع؟ أم المنصب المؤثر؟ أم الشهرة الواسعة؟ أم هو السفر وشغف الاكتشاف؟ بل ربما كل ذلك! إن أجبت عن ذاك السؤال بدقة قد تكتشف أنك لست ناجحاً كفاية؛ لأنك ببساطة تسعى خلف الأشياء الخاطئة، وتداوم في الوظيفة التي لا تناسبك، وتقضي وقتاً في فعل أشياء لا تشبهك، وبرفقة أشخاص لا يدعمونك، بل يناقضون بشكل جوهري حجم ونوع وطبيعة النجاح الذي تبحث عنه. أنت الوحيد الذي يستطيع أن يحكم هل أنت ناجح أم لا؛ لأنك أنت الوحيد الذي يعرف ما هو تعريف النجاح في حياتك.
- ترى المخاطر ويراها الآخرون فرصاً
في أحد الأيام أرسل أحد تجار الأحذية اثنين من العاملين لديه إلى بلاد بعيدة لاستكشاف فرص تجارة الأحذية هناك. وبعد أسابيع من الاستطلاع والبحث عاد العاملان وفي جعبة كل منهما رأي مختلف تماماً عن الآخر. الأول رأى أن القرية فقيرة، سكانها حفاة وجهلة، لا يعرفون شيئاً عن ثقافة الأحذية؛ وبالتالي ستفشل التجارة؛ وسيُكتب لها الموت قبل أن تولد. أما الثاني فعاد والحماسة لا تكاد تسعه مؤكداً أنها فرصة عظيمة، وأن تجارة الأحذية ستشكّل ثورة في أسلوب حياة سكان القرية، إضافة إلى أن التاجر سيحظى بشرف الريادة وقصب السبق في تعريف سكان القرية على عالم الأحذية، وسيكسب ثقتهم قبل أن يزاحمه المنافسون.
العبرة من القصة: نحن من نحدد كيف نرى الحياة، ونستجيب لأحداثها.. ونحولها إما لمخاطر تخيفنا أو فرص تلهمنا للمزيد من النجاح والمجد.
- أنت تتحدث أكثر مما تفعل!
تعرفت خلال حياتي على أصناف متعددة من البشر، وقابلت من يتحدثون أكثر مما يفعلون؛ فكانوا يبهرونني في كل مرة أقابلهم فيها بمشروع جديد، يعتزمون القيام به، ورحلة ينوون التخطيط لها، ومهارة يتطلعون لإتقانها.. لكن لم يتحقق أي من هذه المشاريع على الإطلاق! فهم مغرمون بالحديث أكثر من الفعل، ومدمنون على التخطيط لا على التنفيذ. قد يحسب لتلك الفئة جمال نواياها، وبراعة خططها، لكن الإنجازات العظيمة لا تتحقق إلا بالوقوف على ساقين، إحداهما (التخطيط) والأخرى (التنفيذ)؛ فبدونهما ستظل أمانينا عرجاء، وأحلامنا ناقصة.
- تتردد كثيراً في أخذ القرارات
يروي الرئيس ريغان قصة حدثت معه في فترة مبكرة من حياته. حينما كان شاباً أخذته عمته لتفصيل زوج من الأحذية، فسأله صانع الأحذية: كيف تريد مقدمة الحذاء؟ مستديرة أم مربعة؟ لكن ريغان لم يكن قرر بعد؛ فقال له صانع الأحذية: «تعال بعد يوم وأخبرني بما قررت». لكن ريغان لم يعد ثانية. وعندما رآه بالشارع مصادفة سأله مرة أخرى رجل الأحذية كيف تريد مقدمة حذائك؟ فأجاب ريغان: «لم أقرر بعد». فأجابه الرجل: غداً الحذاء سيكون جاهزاً! وفعلاً، ذهب ريغان لاستلام الحذاء فوجد أن أحد زوجَي الحذاء ذو مقدمة مستديرة، والآخر كان مقدمته مربعة!
العبرة من القصة: إذا لم تتخذ قراراتك فسوف يتخذها شخص آخر لك.. الأهل، المدرسة، أستاذ الجامعة، الحكومة، شيخ المسجد، بل حتى الظروف! لذا يقال: «ليس كل صانعي القرارات الجيدة قادة، لكن كل القادة الجيدين صانعو قرارات».