جاسر عبدالعزيز الجاسر
استقبل المواطنون السعوديون قرار تحويل صفقة الأسلحة التي تعاقدت المملكة مع فرنسا لتزويد الجيش اللبناني إلى الجيش السعودي بكثير من الترحيب والتأييد، فبعد التأكد من عدم جدوى تسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن في لبنان لاعتبارات عدة، من أهمها اختطاف الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها من قبل حزب الشيطان حزب حسن نصر الله، مما جعل مواصلة دعم لبنان بما فيها الجيش وقوى الأمن دعماً لقوى الشر التي استولت واختطفت الدولة اللبنانية، وحتى الجيش اللبناني وقوات الأمن التي كان يعول عليها للحد من تغول حزب الشيطان لم تعد تلك المؤسسة التي يعتمد عليها بعد نجاح أعوان حسن نصر الله باختراقها. والذي يتابع أعمال الجيش اللبناني في عرسال وعلى الحدود مع سوريا يرى أن وحدات الجيش اللبناني تعمل بتنسيق تام بل وحتى تنفذ تعليمات قادة حزب الشيطان في تلك المنطقة. وفي مناطق أخرى تحول الجيش إلى أداة لاضطهاد الجماعات التي لا تنفذ تعليمات حزب الشيطان وبالذات في طرابلس وصيدا وصور، وهكذا فما كان يعول عليه في تقوية الجيش لتضييع الفرصة على تغول المليشيات وخاصة مليشيات حزب الشيطان أصبح غير ذي جدوى، بعد أن أصبح الجيش بذاته تحت نفوذ حزب الشيطان بعد تحالف رأسي الشر حسن نصر الله وميشال عون.
أما الأجهزة الأمنية اللبنانية التي أضعفها كثيراً نظام المحاصصة فقد سقطت كلياً تحت سيطرة حزب الشيطان بعد انتهاء خدمة اللواء أشرف ريفي واغتيال اللواء وسام الحسن، لتصبح الأجهزة الأمنية خاضعة لمكون طائفي واحد، وهو ما يظهر بوضوح في مطار رفيق الحريري (مطار بيروت الدولي) المنفذ الجوي الوحيد للبنان، والذي يدار بشكل كلي من قبل مليشيات حزب الشيطان، وأن ارتدوا الزي الرسمي اللبناني، إلا أن جميعهم يتبعون لمليشيات حسن نصر الله، فما أن تدخل المطار حتى يصبح اسمك وعنوان سكنك وتحركاتك لدى أجهزة مخابرات حزب الشيطان الذي يوصلها من خلال شبكة ربط بمخابرات نظام ملالي إيران. ولذلك فقد طلبت جميع دول الخليج العربية من رعاياها بعدم الذهاب إلى لبنان لأنهم جميعاً معرضون للخطر، من خلال اختطافهم لمساومة دول الخليج العربية حول سلامتهم.
وهكذا، فإن استمرار دعم صفقة تزويد الجيش اللبناني وقوى الأمن اللبنانية بالسلاح بأموال سعودية كأنه دعم لعدو متخفٍ يتغلغل في ثنايا المؤسسات اللبنانية دون أن يستطيع اللبنانيون الشرفاء لوقف ذلك الاختراق في ظل حكومة ضعيفة ودولة فاشلة جميع مؤسساتها خاضعة لحزب الشيطان، ووجود سياسيين مرتعشين لا يستطيعون مواجهة توحش مليشيات الشيطان التي تهدد ودون أي خجل من قدرتها على احتلال العاصمة بيروت وتكرار غزواتها الإرهابية لأحياء بيروت.
ويأتي تحويل السلاح إلى الجيش السعودي متوافقاً مع أهداف إبرام الصفقة، ففي البداية كان الهدف دعم قوة رسمية لبنانية لمواجهة أعداء الأمتين العربية والإسلامية، إلا أن اختراق تلك المؤسسة جعل من تحويل مسارها إلى الجهة الحقيقية التي تواجه أعداء العرب والمسلمين في اليمن وفي أي مكان آخر، وتحويل السلاح للأيادي الأمينة والصادقة يجعل من لا يزال يطالب بالتراجع عن وقف دعم من لم يستطيعوا أن يبقوه نظيفاً وغير خاضع لإملاءات وتعليمات أعداء العرب والمسلمين.