زكية إبراهيم الحجي
اليوم أصبح لزاماً أن تُسمى الأشياء بمسمياتها الحقيقية.. تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية لم يكن جزافاً أو من باب الصدفة فتاريخ هذا الحزب الذي وُلِد من رحم الطائفية والاغتيالات الممنهجة يُنبئنا بأنه ما زال مصراً على اختطاف تاريخ وجغرافيا دولة لبنان.. مصراً على بتر لبنان عن توأمها السامق الجميل شجرة الأرز.. الشجرة التي امتزجت برومانسية وفخر واعتزاز شعراء لبنان على مدار التاريخ ما جعلها واحة ظليلة في المنطقة بل في العالم وبقيت
حتى وقت قريب متكأً سياحياً يتوافد إليه السائحون من مختلف بقاع العالم إلى أن تلوثت بأصابع حزب الله المتمثل بأمينه العام حسن نصر الله ذراع مرشد إيران الأعلى علي خامنئي في لبنان.
لن نذهب في التاريخ بعيداً.. فحزب الله في لبنان جزء من قصة طويلة وصراع مرير والحديث عنه وعن حقيقته وأهدافه يجعلنا نضع أمام أعيننا ذلك الشعار الذي طالما كان حسن نصر الله يتشدق به في كل مناسبة»المقاومة»والتي يزعم بأنها قدمت نموذجاً للتحرير.. والصمود والبطولات الأسطورية.. مرة تلو أخرى يطل على الشاشات الفضائية لينعق ويستعيد عقوداً من الخطب الرنانة والتصريحات الكاذبة التي يراوغ بها عواطف العرب فإذا ما التفتوا لم يروا طحيناً.. فلمن تُصقل سيفك يا حسن نصر الله.. وأي مستقبل ترسمه لأبناء جلدتك بعد أن زرعت في عقولهم بذور الولاء والسمع والطاعة للولي الفقيه وظهرت بحلة دينية تدين بالولاء المطلق لإيران ومرشدها الأعلى وصرحت بذلك علناً في خطاب لك ألقيته عام 1985 حيث قلت (مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو مشروع الدولة الإسلامية وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة إنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها الولي الفقيه) انسلاخ من الولاء للوطن الأم وطمس للهوية العربية هكذا أراد ذيل الولي الفقيه لدولته.
إصرار حسن نصر الله على ربط كل مواقفه السياسية بشعار «المقاومة» لم يعد ينطلي على أحد.. وخطابات المقاومة التي صدَّع بها رؤوس شعوب المنطقة ما هي إلا أداة شكلية تخدم مشروعاً سياسياً وعقائدياً يختفي خلف عباءة وشعار «مقاومة» تقوده إيران لتحقيق أهداف سياسية ومذهبية والتمدد لتحقيق الحلم المزعوم حلم الامبراطورية الفارسية ولأن حزب الله ذراع إيران الضاربة في المنطقة لذا فلا يستقيم فهم أي تصرف يقوم به دون دمجه بالسياق السياسي الإيراني.. إشارة ضمنية خبيثة تأتي في اطار محاولات طهران لتذكير الخصم بأنها موجودة على الخارطة الاقليمية وأنها وكما تزعم قوة فاعلة.. وليتها فاعلة حقيقة بل هي دولة مصدرة لخلايا إرهابية إلى مناطق الجوار.. وزرع بذور الفتنة لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.
حزب الله تاريخ حافل من الإرهاب ولادته لم تكن انقلاباً على البعد العربي فحسب.. بل كانت ولادة مشوهة خرجت من رحم إيران الذي يمثله الولي الفقيه والمرشد الأعلى لإيران وتخندق في الجنوب اللبناني.. فليس غريباً أن تصنفه المملكة العربية السعودية ودول التعاون حزباً إرهابياً يسعى لخطف المنطقة العربية بعد أن خطف لبنان.