أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: قد أُصَحِّحُ تجارِبِ الطَّبْعِ سبع مَرَّاتٍ، وأُصَحِّحُ مُفْرَدَةً أو جُمْلَةً حتى أثِقَ بأنها صُحِّحَتْ، ثم أَغْفُلَ في آخِرَ تَجْرِبةٍ عما طرأَ عليها مِن حذفٍ أو تصحيفٍ أو تحريفٍ، وأضرب المثالَ بذلك أنَّني ذكرتُ قولَ (سَلْمٍ الخاسِر) شاهداً على دلالةِ الوجْهِ؛ وذلك هو قوله:
لا تَسْأَلِ الْمَرْأَ عن خَلائِقِهِ
في وَجْهِهِ شاهِدٌ مِن الْخَبَرِ
وقَدَّمْتُ لذلك بقول الله سبحانه وتعالى: (.. تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ..) [سورة الحج/ 72]، ثُمَّ قُلْتُ: وبهذا الْمَعْنَى قال (سَلْمٌ الخاسِرُ).. إلخ؛ فَوَصَلَتْ الْمَقالةُ بدون ذكرِ الآية الكريمة.. وأَمَّا علاقَةُ اللغةِ بالظاهر فَهُوَ من كمالِها؛ وهي أمانَةٌ مَعَ شرعِ الله؛ لأنها مُقْتَضَىً علميٌّ بالعقل والحس؛ للتعبير عن أحاسيسِ وتصوُّراتِ ومشاهدات البشر؛ ولذلك تقول: اللغةُ العلمية، أو لغةُ العلم.. واللغة كذلك يُبنى عليها في نَفْسِها علْمٌ فيقال: (علم اللغة).. ويكون علم اللغة علمياً في نَفْسِه؛ لأن اللغة في نَفْسِها علم.. واللغة كالرياضة وسيلتان علميتان تُعبِّران عن علاقةٍ بين العارفِ والمعروف؛ فالرياضة علم صُوْرِيٌّ يُعَبِّر عن معرفتنا ويُحِلِّلُها، واللغة كذلك علم صوري يعبر عن معرفتنا ويحللها.. ومن الأصول الظاهرية الجليلة النفيسة التي قرَّرها الجرجاني رحمه الله تعالى: ((أن الإضافة في الاسم كالإسناد في الفعل)).. أيْ أنَّ قولَك: (قراءتيْ الجريدةَ مفيدةٌ) تساوي قولَك: (قرأتُ الجريدة باستفادة)، وقولك: (يقرأ زيدٌ الجريدة فيستفيد).. ووجْهُ التسويةِ:أنَّ صِدْقَ وصِحَّةَ الاستفادة (؛وهو الحكم الإسنادي): لا يؤخذ من اللغة، بل يؤخذ الحكم من الواقع.. أيْ مِن صِدْقِ علاقةِ الاستفادة بين الجريدة وقارئها؛ وإنما يُؤخذ مِن علم اللغة صِحَّةُ تركيبِ الكلامِ في الإسناد من واقعِ استعمالِهم؛ فيقولون: (قراءتي الكتاب)، ولا يقولون: (قراءتي يكتب) إلا إذا أرادوا صورةَ الرسم لكلمة (يكتب)؛ وهذا الفرق مَزْلَقٌ يزلق فيه الجامدون في الحكم باللحن والشذوذ، ويزلق فيه الإباحيون الذين يأخذون صورةَ التركيبِ العربي ولا يراعون مقصد المتكلِّم؛ والواقعُ أنَّ علم اللغة ومادَّتَها عِلْمٌ صوري.. أي أنه إناء للمراد.. ومرادُ المتكلِّم يكون اِدِّعائياً كما يكون حقيقيّْاً؛ فَتُنَزَّلُ صورةُ التركيب على مراده؛ فإذا قال العربي: (رأيت ليلى يُلاعِبُ -بياء المضارعة التحتية- الأسنة)؛ فلا تَقُلْ: (أخْطَأ)، أو (شذَّ في إضمارِ المذكَّر بدلاً من المؤنث) ما دام يريد اِدَّعاءَ أنَّ ليلى كالرجال؛ فهذه جوانبُ مِن عِلْمَيَّةِ اللغةِ التي يكون بها كمالُها.. وثَمَّةَ وَجْهٌ آخرُ عن كمالِها؛ وهو سعةُ دلالاتها لكثرةِ المدلولِ عليه؛ فيكونُ في الدلالةِ اللغويةِ مِن الفوارق بمقدار ما في المدلول عليه من فورق؛ وهذه السعة مظهر حضاري.. قال الإمام ابن حزم رحمه تعالى: «فإنَّ اللغة يسقطُ أكثرُها ويبطلُ بسقوط دولة أهلها، ودخولِ غيرِهم عليهم في مساكنهم، أو بنقْلِهم عن ديارهم واختلاطهم بغيرهم؛ فإنما يُقيِّدُ لغةَ الأمَّةِ وعلومَها وأخبارَها قوةُ دولتها، ونشاطُ أهْلِها، وفراغُهم.. وأمَّا مَن تَلِفَتْ دولتُهم، وغلب عليهم عدوهم، واشتغلوا بالخوف والحاجة والذُّل وخدمة أعدائهم: فمضمون منهم موتُ الخواطرِ؛ وربما كان ذلك سبباً لذهابِ لغتِهم، ونسيانِ أنسابِهم وأخبارهم، وبُيودِ علومهم.. هذا موجود بالمشاهدة، ومعلومٌ بالعقلِ ضرورة».
قال أبو عبدالرحمن: وبعد هذا النص لأبي محمد بألف عام رأيت الدكتورَ (ماسون) المختَصَّ باللغات الأمريكية يقرر التالي: «لا توجد لغة بدائية، وإنَّ القولَ بأنَّ المتوحِّشِين يتفاهمون بِدمْدَماتٍ، وأنهم غيرُ قادرين على أن يعبِّروا عن بعض الأفكار ذات الطابع المدني: إنما هو رأي خاطئٌ».. وقال الدكتور (ماسون): «إن هناك عدداً كبيراً من لهجات أقوامٍ أُمّْمِيّْيِيْنَ هي في الواقع أشد تعقيداً من اللغات الحديثة»، وأضاف قائلاً: «إنَّ تطوُّرَ اللغات يخالف التطور البيولوجي؛ إذْ أنَّ اللغاتِ سارت من التعقيد إلى التبسيط».
قال أبو عبدالرحمن: ومعنى هذا الكلام من أَمْرَيْنِ:
أولهما: أنَّ اللغة تنحلُّ من التعقيد إلى التبسيط؛ لأن التعقيد هو مظهرها العلمي يوم كان أهلها أقوياء.
وثانيهما: ما يوجد من تعقيد في لغة أُمّْمِيّْيِيْنَ، فسببه أنه مما وَعَتْهُ ذاكرةُ الْأُمّْمِيّْييْنَ الْبِدَائِيّْيِيِن من لغة أسلافهم يوم كانوا حضارِيّْيِيْن أقوياء.
قال أبو عبدالرحمن: وأمةُ العربِ تتأرجح بين الفصحى والعامية، وأخلاط اللغات والعاميات؛ ولكنَّ لُغَتَها محفوظةٌ بحفظ الله كتابَه النازلَ بلغة العرب، ودينِ الإسلام الناسخِ المهيمنِ الخالدِ إلى يوم القيامة.. والعاميُّ العربي قد يَعْجَزُ عن النطق بأشكالٍ من الفصحى راقية، ولكنَّ فهم اللغة الفصحى مشترك، وأمور الأمة المكتوبة لا تكون إلا بالفصحى، واجتهادُ علماءِ الأمَّة وعدولِها لا يُحْفَظُ إلا بالفصحى.. وأشباهُ الرجالِ المطالبون بلغةٍ مُبَسَّطَةٍ: ينسون أنَّ البساطة مَظْهَرٌ مُتَخلِّف، وأنَّ الموجودات معقَّدة؛ لكثرة فوارقها وتشابهها معاً، وأنَّ اللغة العبقرية هي التي تفي بالدلالة على كل موجود، وتحتضن كل مافيه من تعقيد احْتضاناً يُحقِّق البيان والتمييز ويرفع الإشكال والَّلبْسَ.. والإمام أبومحمد ابن حزم رحمه الله تعالى يدرك هذا الملحظ من مُقَوِّمات اللغة العربية؛ ولهذا تمنَّى اللغةَ الكاملة؛ إذْ قال: «ولو كانت اللغةُ أوسعَ حتى يكونَ لكلِّ معنى في العالَم اسمٌ مختص به: لكان أبلغَ للفهمِ، وأجلى للشك، وأقربَ للبيان».. وسعةُ اللغةِ بهذا المظهر يربطها بالعمل الفكري وإن رَغِم أنفُ الأستاذ الدكتور (زكي نجيب محمود)؛ فإنه قرَّر مرة: أنَّ اللغةَ العربية مِن صُنْعِ الإنسان، ثم صارت سجناً للإنسان!!.. وادَّعى على عامَّةِ الناس أنَّ عِلْمَهم محصور في حدود كلماتهم!!.. وأما القِلَّةُ فَهُمْ الموهوبون؛ ولهذا زعَمَ لهم أنَّ واحدَهم هو الذي يضع لنفسه الحدود؛ لأنه إذا لم تُسْعِفْه اللغة القائمةُ بأدوات التعبير عما يريده: أضاف إليها من عنده جديداً يخدم به أغراض نفسه؛ فتسيرُ بقيةُ الناس بعد ذلك على دَرْبِه.
قال أبو عبدالرحمن: هذه هَلْوَسَةٌ غيرُ متصورةٍ؛ لأن جملة (اللغة من صُنْعِ الإنسان) جُمْلَةٌ عائمةٌ مُضلِّلة لا تليق بمفكرٍ ابتلغ العقد الثامن [كتبتُ ذلك في حياتِه، وجرى بيني وبينه جدالٌ مُدَوَّنٌ في الجرائدِ والدوريات] وهو يدَّعي فلسفةً تحليليةً.. إنَّ اللغة أوَّلاً أصوات تمتد وتسكن لِتؤلِّف مخارجَ وحروفاً؛ وهذا صُنع الله، وليس صنع الإنسان.. وكلُّ صوتٍ بسيط كالحرف، أو مركَّب كالكلمة المركَّبة من حروف: لا يخلق الإنسان نُطْقَه بها؛ وإنما قد يجعله رمزاً دالاً على معلومِه من محسوس أو معقول؛ وبهذا يجوز تصوراً لا حقيقة وَصْفُ الإنسانِ بِـ (أَنَّهُ تَواضَعَ على لغته، واصطلح بها)، لا أنه صَنَعها أو خَلَقَها كما يزعم ذلك فاقد الحس الدينِّي.. وأما نموُّ اللغةِ بتواضعِ الإنسانِ -ولا أقول: بصنعه أو خَلْقِه-: فتلك قضية أخرى؛ فقد تنمو اللغة بتواضُعِ جماعةِ مِن الناسِ من خاصَّتِهم كمصطلحات العلوم؛ وقد يُنَمِّيها فَرْدٌ بكلمةٍ تؤْثَرُ عنه؛ فلا يبعد مثلاً أنْ يكونَ اسمٌ كالفزَّاعةِ للحُبَّالة مِن وَضْعِ فردٍ فصيح أو أديب، وهكذا بعضُ الأسماء المنحوتة من حكاية الأصوات كالْقَهْقَهَة.. لا يبعد أنْ تكونَ بدايتُها تنميةَ فردٍ؛ وهكذا ما استجدت معرفتهُ فإن العارِفَ يَشْتَقُّ اسمَه من لغة قومه، ثم تَقْترضه اللغاتُ الأخرى.. إلا أنَّ هذا النموَّ ليس صُنْعَ لُغَةٍ، وإنما هو انطلاقٌ في مُحِيط اللغةِ نفسِها؛ فالنمو محكومٌ بأصول اللغة وقواعِدها، ولا نموَّ إلا وَفْقَ قاعدة.. ومعنى المُسمَّى المستجدِّ اسمُه: مأخوذ من معنىً لغويٍّ قائمٍ كاسمِ الفَزَّاعة من الفعل الماضي (فَزِعَ)، أو مأذونٍ به من أصل لغوي قائم كالنحت.. والنموُّ محكومٌ بأوزانٍ محدَّدة؛ وهي الصيغ المحصورة بالاستقراء، المدلولُ عليها في علم الصرف بمادة (فَعْلْ) بإضافة حروف الزيادة (سألتمونيها)
قال أبو عبدالرحمن: جَرَتْ العادةُ مُنْذُ الخليلِ بن أحمد رحمه الله تعالى على حَصْرِ أَوْزَانِ الصِّيِغِ على أَبْسَطِ الحروف؛ وهو الثلاثِيُّ (فَعْلْ)، ثم يُحْصُوْن أوزانَ الصِّيَغِ بما يضيفونه من حُرُوْف (سَأَلْتُمُونيها) مثلِ: فاعلٍ، ومفعولِ، وَفَعَّال.. إلخ.. ولو اختاروا مَثلاً بَدَلَ (فَعْلٍ): (الْكَرَمَ) لكانَتْ أوْزَانُ الصِّيَغ مِن أَحْرُفِ الكافِ، والراءِ الْمُهمَلَةِ، والميم مثلِ: مُكْرِمٍ، ومُكَرَّمٍ، وكرامٍ، وكُرماءُ؛ ثم تكون حروف الزيادةِ مُؤَلَّفَةً مِن استقراءِ أَكْثَرَ الأوزان حروفاً.
قال أبو عبدالرحمن: واخْتِيارُ مادَّةِ الفاءِ، والعينِ الْمُهْمَلةِ، واللام: اِخْتِيارٌ مُوَفَّقٌ؛ لأنَّ الْفَعْلَ أداءٌ فاعِلٌ؛ فَإِحْصاءُ الصِّيَغِ عن فاعِلِيَّةٍ فكريَّة، وهي أَبْلَغُ من مادَّة (عَمِلَ)؛ فقد يتعَبُ العامِلُ في الْعَمَلِ، ثم يكونُ عَمَلُهُ غَيْرَ فاعِلٍ، وعدمُ صلاحِيَّةِ باقي حروفِ الهجاءِ مِن باب أَوْلَى، والْمُهِمُّ ههنا التَّنْبِيْهُ على أنَّ الزيادة في حروفِ الزِّيادةِ (سألتمونيها) افْتراضِيَّة، على أساسِ أنَّ مِثلَ (فَاعِلْ) الزائِدَعلى فَعْلْ أضافَ زيادةَ مَعْنىً على (فَعْلْ)؛ ولهذا كانتْ زيادة الْمَبْنَى زيادةً في الْمَعْنَى.. والواقِع أنه لا زيادةَ؛ لأن كلَّ صِبغةٍ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَت مَوضوعَةٌ عند العربِ وَضْعاً للدلالة على معناها الوزني، وأمَّا معنى الْمادَّ›ِ كمادَّةِ الْبَصَرِ فهي باقية مهما تَعَدَّدتْ أوزانُ الصيغةِ مثلِ أبْصَرَ، وأبْصِرْ، وأبْصار..إلخ.
قال أبو عبدالرحمن: هناك بُرْهانانِ يمنعان من اعتبار اللغة اصطلاحية:
أولهما: شرعيٌّ قطعيٌّ بَيَّنُ؛ وهوأنَّ أبا الخلق (آدم) عليه وعلى نبينا محمد وعلى جميع أنبياء الله ورسله أفضل الصلاة والسلام: خُلِق لا يعلم شيئاً حتى منحه ربه الحركةَ والحسَّ والعقلَ والإرادةَ، وعلَّمه الأسماءَ كلَّها، وتولَّى اللهُ تربيتَه وتربيةَ ذُرِّيَّتِهِ بالهداية الكونية والشرعية؛ وإنما أخذتْ (الماسونيةُ) ردحاً من الزمن تُلَقِّن ناشِئتَنا (ميتافيزيقا التاريخ) عن العصر الحجري، والإنسان البدائي الهمجي.. وكذبوا وصدق الله؛ فلم يترك الله البشريةَ مُنْذُ فجرِها بدون مُعَلِّم وهادٍ؛ وإنما تكون البدائيةُ والهمجية عند مخالفةِ هداية الله، والبعدِ عن مجتمعٍ مدنيٍّ حضاريٍّ متوارَثٍ.. وُجِدهذا حقيقةً في القرن العشرين والحادي والعشرين كما يُحْتَمَلُ وجودُه في بعض عصور الفترة من القرون الأولى.
وثانيهما: استقرائيٌّ قطعيٌّ؛ وهو أنَّ الأصواتَ في أيِّ لغة لا تكون دالَّةً كيفما اتفق؛ وإنما دلالتُها وَفْقَ قواعدَ فكريةٍ كثيرةٍ جداً دقيقةٍ جداً حَصَرَها الاستقراءُ والإحصاء.. ولا يُعْلَمُ في التاريخ قطُّ أنَّ عبقرياً سَمَحَ عُمْرُهُ بِصُنْعِ لغةٍ مصحوبة بقواعدها وأصولها ثم تلقَّنها الناس عنه.. لا يُعْلَم هذا ولا في أساطير شهرزاد؛ وإنما يُوْلَدُ أعظمُ عبقريةٍ في اللغة في حضانة الأم، ثُمَّ يتلقَّنُ لغةَ أُمَّتِه من البيت والشارع والمنتدَى، ثم يطوف بالقبائل والشعوب؛ ليجمع ما ندَّ من لغة الأمُّة، ويقرأ ما جمعه سابقوه ومعاصروه، ويشارك في تقعيد ما يستقرِئُ من اللغة.. وكما أن الإنسان لا يخلق عَقْلَه، وكما أن وِجْدَانَهُ محكومٌ بضروراتِ عقلهِ الفطرية: فكذلك اللغةُ.. إنها من تعليمِ الله وليست من صنع البشر؛ لأنها ذاتُ قواعدَ وأصولٍ محكومة بضرورة الفكر.. وأَوَّلُ شرطٍ ضروريِّ أنْ تكونَ اللغةُ مُبِينةً مُفْهِمةً.. ولو صَنَعَ كلُّ إنسانٍ لُغَتَهُ (؛ وذلك مُحالٌ): لاستحال البيان.. ولا يُعلَم في التاريخ قط أنَّ لغة تم تلقِّيها بارتجالِ جماعة أو تواضعِها؛ وإنما اقتفى مؤرخو اللغات ومفلسفوها ظاهراتٍ تدلُّ على أنَّ لُغَةً اشتُقَّت من لغةٍ، وتولَّدت عنها؛ وهذا دليل على أنَّ بدايةَ الأمر لغةٌ تعليمية توقيفية متوارثة، وإلى لقاء عاجل قريب إن شاء الله تعالى، والله المستعان.