سامى اليوسف
عندما نتحدث عن الهلال في هذا الموسم فإننا سنتوقف حتما عند محطة مضيئة، وأعني النجم الشاب ياسر الشهراني الذي يسجل ثباتًا ملحوظًا في مستوياته وأدائه الفني بشهادة المدربين، والنقاد، والجماهير.
الأرقام تنحاز له في ثباته بالتشكيل الأساسي في المباريات، ودقائق اللعب، ودقة التمرير، والعرضيات، والالتحامات.. وفي مباراة الديربي قدم مستوى لافتًا؛ استحق بموجبه الإشادة، ونجومية المباراة.
يقول نجم الهلال الذي لا ينسى، الفتى الذهبي، نواف التمياط قبل نحو 4 سنوات: «الشهراني لاعب كأنه نشأ في الهلال.. روح عالية، ومستوى متميز، وانضباط في الملعب وخارجه.. لعبه في أكثر من مركز يفيد الهلال كثيرًا». وبالأمس غرد المحور الهلالي اللامع عمر الغامدي: «ياسر الشهراني.. جائزة أفضل لاعب خليجي لم تجعل منك لاعب متعاليًا، بل زدت توهجًا.. كنت علامة فارقة في المباراة».
هاتان الشهادتان للنجم ياسر اخترتهما بعناية من نجمين يعدان من أبرز نجوم الكرة السعودية والهلال انضباطًا في الملعب، وخارجه، وإشادتهما لم تأتِ من فراغ لهذا المدافع الشاب الذي يسير على درب النجومية بثقة، وثبات.
من أين جاءت انضباطية ياسر؟ سؤال مهم، وللإجابة عنه اقرؤوا معي هذه الجملة: «الأخ فيصل الصعب إمام مسجد الحي الذي يسكن فيه ياسر الشهراني يقول: (ياسر) من المحافظين على صلاة الفجر في المسجد.. لقد جمع المستوى وحسن السيرة». نعم، إن الالتزام والانضباط يبدآن في حياة الموظف - أيًّا كان موقعه، وعمله، وتخصصه - بالتزامه بفروضه وواجباته الدينية، وعلاقته مع ربه.. وهذا مفتاح الفوز في الدارين (الدنيا والآخرة)؛ لذلك لم أستغرب ثبات ياسر في مستواه، وحب زملائه والجمهور له، خاصة أننا لم نقرأ له تصريحًا، أو تغريدة، أو نلحظ منه تصرفًا أو سلوكًا غير لائق، أو مستفزًا لجماهير فريقه، أو جمهور الفريق الخصم، وكذلك للاعبيه، أو حتى في تعامله مع رجال الصحافة والإعلام.
الالتزام والانضباط داخل وخارج الملعب هما العنوان الرئيس دومًا لنجاحات اللاعب، وتميزه، وحسن سيرته، وسمعته.
كل التوفيق للنجم المحترم ياسر الشهراني، والدعوات له بالثبات في هذا المسلك، والتطور فنيًّا.
أخيراً..
بهدوء.. هكذا تتم دائمًا الأمور الناجحة
«توفيق الحكيم»