علي عبدالله المفضي
لاشك أن لدى الكسول طموحاً قد يتجاوز ما يسعى إليه ذوو الهمم العالية, فالأماني والأحلام الكبيرة تمر ببال الجميع والقليل من يسعى لتحويلها إلى واقع ناجح والفرق بين الناجح والفاشل, أن الأول تخلّص من سمة الأخير, ولم يسمح للكسل أن يحول بينه وبين طموحه بعكس الآخر الذي اكتفى من أمنياته أن عاش النجاح في أحلام اليقظة فقط.
وحين لا يتحقق ما يتمناه الكسول - لأنه أصلاً لم يسع لتحقيقه - يوهم نفسه بأن مرد عدم إقدامه عائد إلى القناعة التي يتحلى بها ليسامحها على الدعة والكسل والتأخر عن ركب الناجحين بعد اليأس من سعي النجاح إليه دون جهد يذكر وقد تحدّث الشعر كثيراً عن هذا الجانب المهم والحد الفاصل بين الطوح والكسل.
وقفة للأمام الشافعي - رحمه الله -:
بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلاً
يغوص البحر من طلب اللآلي
وقفة أخرى لـ أحمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابَا