محمد بن عبدالله آل شملان
تنظيم القوات العسكرية المشاركة في «رعد الشمال» العرض العسكري بحفر الباطن بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيَّده الله - وعدد من قادة الدول العربية والإسلامية.. فخر نلبسه.. ما كان ينقصه سوى الواقع الفعلي في المواجهة.
من لم يشاهد العروض العسكرية سوف يشاهدها.. ليرى هذا العرض العسكري الرائع.. والحدث التاريخي الفريد.. والإنجاز العربي والإسلامي الكبير.. «رعد الشمال»، التي استطاعت في زمن قياسي جمع جيوش الأمة العربية والإسلامية، وبناء ورسم وتلوين الأمة المرتبطة بالعروبة والإسلام بأيقونة خاصة لوحدها، متفردة بها لا سبيل لغيرها إليها.. لسبب بسيط.. أنها بُنيت بعزم ماضٍ وقوة في الحق لا تلين لردع قوى الشر والتطرف ومحاربة الإرهاب.
«رعد الشمال».. أيتها الجميلة في دروب العزة، والمدح فيكِ قليل.. هنا بدأت الأمة العربية والإسلامية العهد الجديد.. نقطة تقديركِ في محيطات العالم لم تكن سوى تقاطر العديد من زعماء العالم الإسلامي والعربي إلى المملكة ليشاهدوا بأم أعينهم الطموحة جداً تشكيلاتك الواعية المسؤولة التي تحولت إلى وهج يغشى عيون الطامعين، وتنتظر اللحظة التي تحيل السماء والأرض إلى أتون يحرق الزيف.. ويضع كل شيء في نصابه.
كل حركة في مراسم « الرعد « ـ بما في ذلك تشكيلاتها وعروضها الجوية المبهرة ـ يواجهها كان في نظر العيون الواهمة من قوى الشر والظلام، قوة سانحة في ميادين الشرف والكرامة، لتبني جسوراً إلى فيلق العز والمجد على حماية سماء الأمة العربية والإسلامية والذود عن أرضها وكرامة أبنائها.
الأمة العربية والإسلامية كانت نقطة على خريطة عالم كبير، وغدت الآن بفعل « رعد الشمال « محط أنظار هذا العالم ومحبس أنفاسه.
ما زادت الدسائس والمؤامرات والأزمات واختطاف السلام من قبل قوى الظلام والشر، الأمة العربية والإسلامية إلا إصراراً على الخروج منها.. وخرجت.. لا مكان للمستحيل هنا.
هذا الإنجاز الذي جاء في ظل المنعطف التاريخي العصيب والوضع السياسي والأمني الاستثنائي ليس فخراً لقوات التحالف فقط، بل لكل العرب وكل المسلمين في جميع قارات العالم، فـ « رعد الشمال « الأكبر في تاريخ المنطقة بعد قوات حرب الخليج الثانية؛ وذلك لمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية، بالإضافة إلى قوات درع الجزيرة في مناوراتها العسكرية.
كم كان رائعاً تمرين رعد الشمال، حين أطل على إمبراطوريات العالم كلها برداء الأجهزة المتطورة المتمثلة في أسلحة المدفعية والدبابات ومنظومات الدفاع الجوي، فكانت محط اهتمام وثناء وفخر الشارع العربي الإسلامي، إذ هدفت في تموجاتها إلى رفع معدلات الكفاءة الفنية
والقتالية للعناصر القتالية المشاركة، وتنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها إلى موانئ التحميل والوصول، بما يحقق النقاط والأهداف التدريبية المرجو الوصول إليها، وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي لتنفيذ مهمات مشتركة بين قوات الدول المشاركة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.
الرؤية الجديدة والروح العربية والإسلامية المسؤولة التي تتجاوز كل حالات الإحباط أو التخاذل والتعصبات الضيقة وكل حالات الأنانية والنرجسية والتعالي، تستدعي بالتأكيد فرض احترام العالم في المقابل.
نحن الآن أمام خريطة طريق للعمل والإنجاز رسمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أعزه الله - بقوله: «سائرون إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي، بتنقية الأجواء، وتوحيد الصفوف، لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما.. العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في العالم، وإرساء مبدأ العدالة والسلام، إلى جانب الالتزام بنهج الحوار، وحل الخلافات بالطرق السلمية، ورفض استخدام القوة والعنف، وأي ممارسات تهدد الأمن والسلم العالميين».
هنيئاً لقادتنا وهنيئاً للشعوب العربية والإسلامية، وهنيئاً للغد بـ «رعد الشمال».