محمد بن عبدالله آل شملان
لأنه يعشق التَّمَيز والاستثنائية، ينَظِّرُ لها، ويخطط، ويرسم، ويؤسس، ويبدع، ويرسخ، ويلهم.. يقدم المثال الأمثل فيبهر، يبتكر الأنموذج النموذج فيظهر، ومن ثم يسهر الناس وينتفعون فيقتدون، ويستفيد العالم. جاء إعلان مجلة «فوربس» الأمريكية عن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- «أوائل الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم»، ليرسم أنموذجاً للحاكم كما ينبغي أن يكون، وللقيادة كما ينبغي أن تُقَدَّم.
لأنه يعشق التَّمَيز والاستثنائية، رأى في الهوية العربية وقبلها الإسلامية مرتكزاً أساساً لا يمكن تعديه أو الارتكاز والاعتماد على سواه، رأى هوية الأمة مرتبطة بالإسلام، فكان دفاعه عنها والنهوض بها وتمتين الحائط العربي والإسلامي من كل واجهاته.
لأنه يعشق التَّميز والاستثنائية، عالج خدود الوجه العربي المضرج بواقعه الأليم وهبوب عواصف القهر والإذلال مكبدة بالتلوث الأطماعي والأعاصير التدميرية على شعوب أمتنا العربية من كل ما يقدر أو لا يقدر!؟.. فكانت عاصفة الحزم وبعدها إعادة الأمل، بثَّت الأنَفَة والعهد القديم، ومن عجبٍ أن «عاصفة الحزم» على عظم فكرتها، وعلى صعوبة اتخاذ قرار البدء فيها، كان له من الأثر مالم تستطع دولة عريقة على مستوى العالم وعلى مدى سنوات عديدة، بل عقود مديدة تحقيقه، أذكر تماماً عاصفة الحزم وأذكر كيف كانت القيادة ملهمة للتخطيط، منتجة لمشاريع ومبادرات في دروب العزة، اتسمت بالابتكار، وحققت الإبهار في تكوين وحشد تحالف وإجماع دولي في حربها ضد مليشيات الحوثي من أجل إعادة الشرعية والاستقرار للحكومة والشعب اليمني الشقيق.
وأقِرُّ وأنا الذي قضيت في اليمن أربع سنوات موفداً للتدريس هناك، أن عاصفة الحزم جاوزت المنظور والمعتاد والخيال حين جعلت من شعار عاصفة الحزم (قطع دابر الفتنة) مرتكزة على أيقونة أحداثها التي كانت وحتى الآن في خروج عن نمطية الضجيج والتسريبات السياسية في إنجاز غير مسبوق، وفي مراجعة لأساليب القوة وتطوير معاييرها في تجربة سيظل العرب جميعاً على مدى الدهر يحمد أثرها.
لأنه يعشق التَّميز والاستثنائية، يأتي من توجه الحواري مبهراً مع زعماء العالم، أقرُّ مجدداً وأنا اللصيق -مثلي مثل غيري كمحب- بأخبار الوطن وقياداته ومنهجه أني أقلِّب وأفتش عشرات الأسباب لأختار سبباً لتقاطر زعماء العالم إلى المملكة فلا أجد غير الاستماع إلى النصح والمشورة وأخذ الرأي ورغبة التنسيق والتعاون وبناء العلاقات الوثيقة معه ومع وطنه، وأقلب كتاب سياسة سلمان لأجد أن كل صفحة يجب أن تُعلَّم وتدرس، إنها منهج وطريق للحياة.
إن من يبحث في منجز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- العربي، فسوف يجده في الأمة العربية، السعودية والدول العربية، أفراداً ومجموعات، سوف يجده في الشخصية العربية والإسلامية فخراً، ومبادرة، وأمانة، واتّزاناً، ورعاية، وإرشاداً وانفتاحاً على أجمعيّة العالم، سوف يجده في التماهي بين الشعوب وقيادتها، سوف يجده متمثلاً حقاً في عهد الليالي الذي قطعه على نفسه ووفى به: «سائرون إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي، بتنقية الأجواء، وتوحيد الصفوف، لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما.. العمل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في العالم، وإرساء مبدأ العدالة والسلام، إلى جانب الالتزام بنهج الحوار، وحل الخلافات بالطرق السلمية، ورفض استخدام القوة والعنف، وأي ممارسات تهدد الأمن والسلم العالميين».
هنيئاً لنا السعوديين والعرب والمسلمين بك يا سلمان.. وهنيئاً للاختيار أن يفخر بهامتك الوطنية والعربية والعالمية الاستثنائية. إنكم يا سلمان.. لغة مفتوحة لقراءتها بكل ألسنة العالم. إنكم يا صديق الحزم والعزم.. لغة العرب الأولى.
أسأل الله تعالى جلّت قدرته أن يحفظك إماماً يعلي بناء المجد، وأن يبقيك حساماً يذود عن الدين والعرض، وأن يديمك علماً يرفرف فوق هاماتنا لا تحركه إلا نسائم العز، ولا تخفق حوله إلا نسمات الخير والنصر، إنه نعم المولى ونعم النصير، وهو على كل شيء قادر وقدير.