سعد الدوسري
لقد قالها وزير العمل في سياق اعترافه بفشل التوطين:
- أشعر بالحزن في سوق الخضار.
وماذا عن الأسواق الأخرى؟! ماذا عن مجمعات الاتصالات؟! ماذا عن سوق التجزئة بالكامل؟! ماذا عن قطاع الصيانة والمقاولات؟!
من السهل إصدار قرارات التوطين، لكن الصعب هو تطبيقها؟! ولقد تداولت وسائل التواصل الاجتماعي عدداً من المشاركات المتلفزة للشباب السعوديين الباحثين عن فرص العمل في سوق الاتصالات، بعد صدور قرار منع غير السعوديين من العمل فيها. وأظن أن على فريق وزير العمل، جمع هذه المشاركات وتلخيصها، والاستفادة منها، فمن خلالها سيتعرفون على المعوقات الحقيقية وراء توطين هذا السوق، والتي بإمكانها إفشال أية خطة، مهما كانت مدعومة. وبدون تنفيذ اقتراحات هؤلاء الشباب، فلن تصل الوزارة بقرارها إلى أية نتائج، والدليل على ذلك، سوق الخضار الذي يشعر الوزير أمامه بالحزن، لأنه لا يستطيع أن يفعل لتوطينه أي شيء.
لو أن النقد وحده يجدي، لكان نقدنا لمكاتب الاستقدام أفرز حلولاً لتلك المأساة الأكبر في واقعنا المعاصر، ولأوجد نهايات سعيدة للقضاء على البطالة المخزية في أوساط شبابنا وشاباتنا، ولوضع حداً لمعاناة المواطن مع حلم السكن الذي لن يتحقق، فيما يبدو. وهناك قائمة غير منتهية من الأزمات التي يجب أن يجد مسؤولونا آليات جديدة للتعاطي معها، فالآليات القديمة فشلت، وستظل تفشل.
إذاً، فنحن ننتظر عملاً مختلفاً. وبالمناسبة، فلن يكون الاعتراف بالفشل مؤثراً بعد اليوم.