فهد الحوشاني
ليست هي المرة الأولى التي يمتدح فيها الرئيس الأمريكي أوباما الإسلام ويثني فيها على المسلمين الأمريكان، مؤخراً وفي مسجد مدينة بالتيمور بولاية ميرلاند خطب خطبة عصماء أنصف فيها الإسلام وأيضا مسلمي أمريكا، حيث يتعرضون لمضايقات عنصرية تنفخ فيها رمادها وسائل الاعلام، وماتزال دعوة المرشح الجمهوري العنصرية (دونالد ترامب) في شدة أوارها! لكن أوباما قال كلاماً جميلاً ومنصفاً يعبر عن حقيقة الإسلام وسماحته، مفرقاً بين من اختطفه وبين المسلمين الحقيقين، وسأورد مقتطفات من كلماته المنصفة والتي يمكن أن يستشهد بها عندما نسرد أقوال غير المسلمين في الإسلام وهي كثيرة، وتعد أحد أساليب تغيير المفاهيم الخاطئة عن المسلمين.
لقد قال الاتي:
المسلمون الأمريكيون قدموا نماذج ملهمة وإنجازات للولايات المتحدة، والإسلام كان دوما جزءاً من أميركا. والآباء المؤسسون للولايات المتحدة أكدوا أن المسلمين الذين كانوا يسمون بالمحمديين مرحب بهم في البلاد، مشيراً إلى أن بعض الرؤساء كانوا يحتفظون بنسخ من القرآن. وأشار إلى أن المسلمين قلقون مثل غيرهم من الأميركيين بشأن الإرهاب، لكن لديهم هواجس أخرى لأنهم يتعرضون لاتهامات بسبب الأعمال الإرهابية، وشدد أوباما على أن «الهجوم على أي ديانة هو هجوم على كل الديانات».
وخاطب أوباما الشباب المسلم قائلا «في حياتنا لدينا هويات كثيرة، واليوم هناك أصوات في هذا العالم خاصة على الإنترنت تقول إن عليك أن تختار هويتك إما كمسلم أو كأميركي، وأنا أقول أنت جزء من أميركا، أنت لست أميركيا أو مسلما، ليس عليك الاختيار بين وطنتيك وديانتك، أنت أميركي ومسلم».
وأكد أن أي شخص يمكنه النجاح في الولايات المتحدة، وقال «أن تعمل بجد فإنك ستصل بغض النظر عمن أنت أو كيف تصلي».
وقال :إن الجرائم العرقية ينبغي معاقبتها وضمان الحقوق المدنية لجميع المواطنين بمن فيهم المسلمون، وأضاف قائلا: «ندين خطاب الكراهية والعنف ضد الجميع وهذا يشمل المسلمين في أميركا. علينا حماية أتباع كل الديانات».
لكن الحلو لايكمل.. فهذا الكلام الجميل العظيم من رجل عظيم، لو نظرنا للواقع سنجد أن المسلمين داخل أمريكا يعانون من التمييز العنصري ومن التهجم عليهم في وسائل الاعلام وأحياناً مضايقات في أعمالهم وهذا يحتاج إلى قوانين تحمي المهاجرين وأتباع الديانات من التصرفات العنصرية! هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني : السياسة الأمريكية الخارجية مع المسلمين لا تعبر حقيقة عن مشاعر الرئيس أوباما النبيلة، فهو لم يهب لنصرة المسلمين المستضعفين، وماتزال سياسية أمريكا تجاه المسلمين المظلومين في سوريا والعراق وغيرها يشوبها الكثير من الغموض خاصة أنها دول كان لأمريكا يد في تدهورها! ومن ضمن ذلك التدهور هو أن أمريكا هي من صنع الجماعة الإرهابية داعش كما اعترفت بذلك السيدة هيلاري كلنتون في كتابها (خيارات صعبة)! وإن لم تكن قد صنعتها فقد تركتها تتمدد وتكبر!
كما أنه رغم وعوده لم يطلق سجناء غوانتانامو من المسلمين الذين ثبتت براءتهم. فهم مايزالون في غياهب سجن غوانتانامو!
التقدير العظيم من السيد أوباما للمسلمين وفضلهم العلمي على العالم وأن القرآن نزل بكلمة (إقرأ) ونطقها بالعربية، هو أمر أرفع له التحية احتراماً وتقديراً، لكن كانت الأماني أن يكون له ترجمة تنصف المسلمين الذين يعانون من الظلم في فلسطين والعراق وسوريا وغيرها من قوة عظمى تستطيع أن تفعل الكثير، وأن لا يبقى مجرد كلام جميل ألقي لطمأنة المسلمين الذين بدأ القلق يساورهم على سلامتهم وحريتهم في وطنهم الأمريكي الذي تم تشييده على شعارات مهمة مثل الحرية والمساواة!!