فوزية الجار الله
الحب أن تؤمن، الحب أن تعمل..
الحب أن تكابد لأجل أن تبتسم ، الحب أن تحلم وتأمل بلا توقف أو ملل.. الحب أن تحتوي مبادرات الآخرين ، أن تندغم «الأنا» في «نحن» والسنبلة في درب السنابل لتشكل حقلاً من قمح ونخيل..
الحب أن تعمل لأجل الإصلاح ولأجل تشكيل حياة أفضل ، ما قيمة هذه الحياة دونما عمل ؟!
العمل عشقٌ وهمٌ لذيذ لكل إنسان طموح صاعد إلى مشارف الضوء.. وهذا ما أرادته مؤسسة «هيّا» للرحلات التي تتضمن فريق عمل تقوده «سلوى القنيبط» إحدى السيدات السعوديات المتألقات التي أرادت أن تعمل شيئاً لأجل هذا الوطن وأبنائه وبناته لأجل الخروج من رتم العادات اليومية والركون والاستسلام للروتين اليومي إلى عمل أجمل حيث أنشأت مؤسسة محلية للقيام بجولات سياحية داخل الرياض وفي أرجاء الوطن ما أمكنها ذلك..
يوم السبت الماضي انطلقت بنا الحافلة منذ الصباح الباكر إلى منطقة الأحساء، وقد كنت أطلقت عهداً على نفسي بأن أرافقهم يوماً ما في إحدى الرحلات، كان ذلك منذ ما يقارب العامين وفي كل مرة كان ثمة عائق أو ظرف يحول بيني وبين مشاركتهم حتى تيسرت الأمور في هذه المرة وكانت المصادفة الجميلة أن الجو قد تحسن قليلاً ، انخفضت درجة الحرارة نسبياً والرحلة في الصباح الباكر والأبهى والأجمل أن أرى وجوهاً مشرقة متألقة كانت حولي..
كانت السيدة ج إلى جانبي التي أرافقها للمرة الأولى وقد توافقت كثيرٌ من أفكارنا وتناغمت كلماتنا وضحكاتنا، تفاجئني بصورة «سيلفي»، أقول لها لم نستعد بعد، تقول: هذا أفضل لتكون الصورة طبيعية.
لم نشعر بالطريق فقد بلغنا مشارف الهفوف، احتشدت قرب أنفي رائحة الهيل والقهوة واللوز الذي يستكين في أحضان التمر السكري المعالج بأيدٍ محلية من أعماق نجد والقصيم، أتامل غلاف الكتاب تحت يدي الذي أحضرته لأجل القراءة للتسلية أثناء الطريق، أعيده للحقيبة لا مبرر لوجوده الآن هناك قراءة أخرى لا تقل متعة، قراءة للطريق الصحراوي المبتهج بنسمات الربيع وقراءة أخرى للوجوه الجميلة حولي.
بدأت الجولة بقصر إبراهيم ثم بيت الملا (بيت البيعة) ثم المدرسة الأميرية ثم مسجد «جواثا» التاريخي القديم، ثم «جبل قارة» الذي وجدناه مغلقاً لإجراء بعض الترميمات والتحسينات ، ثم كانت زيارة سوق القيصرية مسك الختام للجولة الميدانية بعدها مضينا عبر الحافلة ذاتها تحفنا أضواء المساء العذبة الخافتة، مابين أضواء الحافلة الداخلية وأضواء الطريق..
الأحساء منطقة جميلة ولأننا نحبها لابد لنا من تذكير المسؤولين في الأمانة للاهتمام بنظافتها وتنظيم شوارعها وتحسين المظهر الخارجي لها من خلال إنشاء مزيد من الحدائق والأشجار. أيضاً الآثار التاريخية هناك جميلة ومبهجة لكن تحتاج إلى اهتمام أكثر وصيانة دورية مستمرة من قبل هيئة السياحة والآثار.