سعد الدوسري
اختارت اللجنة التنظيمية لمهرجان أفلام السعودية، في دورته الثالثة، المخرج السعودي سعد الفريح، -رحمه الله-، ليكون الشخصية المكرمة لهذا العام. وقبل حوالي 17 عاماً، وتحديداً عام 1999م، جمعني مع هذا المبدع عملٌ وثائقي، بمناسبة مرور 100 عام على دخول الملك عبدالعزيز مدينة الرياض، وكان محمد الطويان ثالثنا. وسبق أن كنا، الطويان وأنا، قد عملنا عام 1987م، على فيلم وثائقي عن الصحافة السعودية، من إخراج عدنان إبراهيم -رحمه الله-، وصادف أن أثار ردود فعل إيجابية بسبب جرأته، مما حفزنا للتفوق عليه في عملنا الجديد، وهذا ما حصل، مع فارق بسيط، أن عملنا عن ذكرى التأسيس لم يلتفت له المسؤولون، بسبب رؤيته الدرامية غير المعتادة!.
كان أبو وضّاح حريصاً على طرح كل ما هو جديد دوماً، تخنقه الظروف غالباً، لكنه يسعى لإيجاد توافق منحاز له، أكثر مما ينحاز للآخرين. يظن البعض أن سعد الفريح لا يملك كل هذا الإبداع الذي نتحدث عنه، وهؤلاء لم يقتربوا كثيراً من تجربة الفريح، بل من الأعمال التي كان يؤديها لكي يظل في دائرة الحياة اليومية. وهم أيضاً لم يتيحوا الوقت له، لكي يتحدث عن المعوقات التي تقف في وجه إبداعه، وتحقق ذاته، تلك الذات المتعبة، الباحثة عن بصيص تواصل مع المتذوق الحقيقي للفن، من خلال عمل ظلَّ حلماً يتكسر على قضبان المحاذير.
لقد عاش سعد الفريح في المحاذير، ومات في المحاذير، إنه عمل سينمائي بحد ذاته، عمل يليق بالمهرجانات وبصالات العرض العامة، فلقد جمع بينهما في حياته، وبعد مماته.