سلطان المهوس
أصفق لأحمد عيد كثيراً بعد أن طوى صفحة المبعدين من قائمة الأخضر لأسباب انضباطية بشكل هادئ ومثالي رغم شراسة تناول الأمر إعلاميا فقد عمل الصح بكل احترافية وجعل يوم الحساب بعد انتهاء آخر مباراة أي بعد يومين، حيث ستستدعي لجنة الاحتراف اللاعبين - الدوسري وباخشوين وهزازي- لسماع ما لديهم ورفع التوصيات اللازمة بحقهم.
لكني لا أصفق لمن يرى أننا ننتقد الاخضر بحدة أو نبالغ بالانتقاد فالأمر لا يعدو كونه انعكاسا لأحداث يحركها الواقع فالإعلام لم يجعل من مارفيك مدربا عن بعد ولم يكن طرفا بمعسكر ماليزيا الأول ومعسكر ماليزيا الأخير وما حصل بهما من أحداث.
هل سنصمت على أن الأخضر يفوز بصعوبة وبأداء شبه باهت أم نكتب قبل أن يحتمي الوطيس امام الكبار فنبكي على عدم التحذير وأساليب التخدير ولعل مشاركتنا الباهتة بكأس أمم آسيا الأخيرة بأستراليا شاهد على أننا أصغر بكثير -فنيا- من مقارعة كبار آسيا حتى وإن كان التصنيف يضعنا بأي خانة لأنه لا يعتمد على قوة الخصوم بل النتائج حتى لو كانت مباريات ودية.
أكبر مشكلة تواجهنا ويحب أن نناقشها بصوت عال جدا أننا نتعامل باحترافية مبالغ فيها كثيرا لجيل لا يمكنه الصمود أمام ذلك فاللاعب السعودي لمن يقرأ ويتابع وينظر بعين فاحصة مزااااااجي ولا يمكن أن تتعامل معه ابدا كمحترف حقيقي ودورنا الرئيسي أن نضعه دائما في خانة المزاجية التي يريدها ويتعاطى معها بنجومية فهو بناديه محصن بمزاجيته والأدلة واضحة.
يبدعون أمام الأرغواي الكبير ويسقطون بالتعادل أمام فلسطين.. يبدع بعض اللاعبين بمباراة ثم ينهارون فنيا في المباراة الأخرى.
غابت المعسكرات الطويلة فانكشفنا بسرعة فالاحتراف الهش داخل الأندية خلق لاعبين غير مكتملي القوة الفنية على مدار الوقت ومن يعتبر ذلك طبيعيا فأقول أنا معك لكن لدينا الأمر مربك كثيرا لأنه حالة مستمرة وواضحة بين من يسمون لدينا بالنجوم.
لنتعامل مع لاعبينا بالمنتخب كما يتم التعامل معهم بالنادي في ظل عدم سطوة القرار والأنظمة -كما كان في السابق- فلاعب اليوم لا يذرف دمعة ولا يهمه إن تم استدعائه أم لا للقائمة الخضراء ومن يرى أن نظرتنا سوداوية فعليه الرجوع لأداء الأخضر ومستويات اللاعبين وسأسأله: أليس من حقنا التلويح بالخطر أم إسقاط راية النقد بدعوى الوطنية؟.
علينا أن نرسم منهجا يوازي عقلية اللاعب السعودي وواقعه الإداري والفني والمالي فاللاعب هو الأساس بكل شيء وما دامت الأندية لا تنتج لاعبين محترفين حقيقيين فمن الغباء أن نأتي لننتجهم كذلك بالمنتخب.
تأكدوا أن اللاعبين أذكياء جدا وقد ابتلينا ببعض المراهقين اليوم بالمنتخب -شاهد قصات شعورهم ولبسهم - فاستعينوا بالله واتخذوا من الواقع منهجا لأن أي منهج لا يلاءم عقلياتهم سيسقطنا قريبا والامتحان العسير سيكون بالإعداد للتصفيات النهائية لروسيا 2018 وكل الأماني لصقورنا بزرع الفرح بقلوبنا وإيقاف سنوات الحرمان العالمي.
قبل الطبع:
المديح الزائد.. مذمة زائدة