د. خيرية السقاف
هذا الوقت أحسب أنه للعقلاء، لهم وحدهم..!
الذين يشقون لانسياب الجداول طرقا..
الذين يقيمون للنقاء من غبار الريح عوازل..
الذين يردمون شقوق الهاويات..
الذين يحيلون الفأس عن الرؤوس إلى الحرث للغراس..
الذين لا تخيفهم القوارض، ولا تعيقهم النقائض..
الذين يأخذون من تحت الرماد جمرا للاتقاد..
ويعلمون أن الصغار ثمار للاستشراف..
وأن كتاب الدرس لا يكفي لري العقل، ولا لشحذ النفس..
وأن النوازل دوافع للنهوض، لا نواقض للعزائم
العقلاء هم..
الذين لا يهدرون في شيء، ولا يتسطحون عن شيء!!
الذين يدركون أن الوقت ليس لهز الكتوف تفاخرا
ولا لاستعراض النعم استغناء..
ولا لخفض الرؤوس تنازلا، ولا للدعة رفاها..!!
إنما هو الوقت لحفز العقول، لإعمال الفكر، لإيقاظ الوعي، للتحلل من أثقال النَّهم، والكد من أجل المعرفة، والسهر للعلم، والسعي للنبع، واقتناص اللمحة، وعدم التفريط في فسيلة..!
وقت الزاد، والتزود، والهمة والانتباه، والحرث، والفلاحة، والتمحيص، والتقويم، وصياغة جديدة لأهداف المسار، ودأب على إشعال المصابيح، وفحص المجاديف، وإعلاء الأشرعة، ودك الموج..
العقلاء هو ذا وقتهم...
يطرقون الحديد في حموته، يشرعون في التحول برمته،
يدقون صافرات البدء،
ويأذنون للمراكب أن تسير..!
لا وقت للكسل، لا للدعة، لا للاتكال، لا للإهمال..
لا لانتظار من يقوم بما عليه أن يقوم به كلُّ فرد في المسيرة..!
ولأن العقلاء يفعلون..
فحيا الله شباب الوطن
لأنهم يعقلون.