فهد بن جليد
الخطوط السعودية تسير على خطى إدارة مكافحة المخدرات في التحذير من (النكات الضارة)، عندما نجحت (الأخيرة) في الحد من انتشار وتداول النكات الخاصة (بالحشاشين)، بعدما تم اعتبار ذلك سلوكاً ضاراً، وترويجاً للمخدرات بطريق غير مباشرة.
لذا حذرت الخطوط السعودية من الترويج لنكات مُتعلقة (باختطاف الطائرات) على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لو كان ذلك من باب الدعابة والضحك والمزاح، وعلّق مساعد المدير العام للعلاقات العامة بأنه سيتم رصد هذه (النكات)، والتعامل معها بجدية شديدة، خصوصاً تلك (النكات) التي تهدد (مِزاحاً) بالتخطيط لاختطاف طائرة (عبر تويتر) من أجل تنفيذ طلب معين.
هل ضاقت أنفُس المسؤولين لدينا من (ضحك) المواطن العادي، وتنفيسه عن ما يعترض حياته اليومية عن طريق (الابتسامة والقهقة) على نكته تعكس واقعه؟!.
الحقيقة ليست كذلك لا يوجد قانون يمنع شخصاً من أن يضحك حتى يسقط على ظهره (مغشياً عليه)، ولكن كل القوانين المُجتمعية والعُرفية تمنع انتهاك أعراض الناس، أو التقليل من جنسهم أو عرقهم من أجل الضحك، أو حتى اقتباس آيات من القرآن الكريم وتركيب قصص فهم السذج وتفسير الأغبياء لها بهدف الضحك ، وأكثر ما نحتاجه اليوم ليس المنع أو العقوبة، بقدر ما هو التوعية بتعزيز اتفاق أو تفهم مُجتمعي لوقف تداول مثل هذه النكات الضارة، ومعرفة حدود الضحك العفوية، لأن تفكيك المجتمعات، والتفريق بين أفرادها، هدف لكل (نكتة مشبوهة)، لا يُعرف مصدرها ؟!.
يُقال إن (النكات المُثبطة) تُصنع في سفارات الأعداء، لأن النكتة الموجهة لا تهدف (للكركرة والقهقة) كما نعتقد، بل هي سلاح حربي نفسي يطلقه العدو، ويتداوله الجهلاء.
في كل المجتمعات يحاول العقلاء حمايتها من تداول (نكات ضارة) تنعكس سلباً على أفراد ذلك المجتمع، أو تزعزع حب وولاء المواطنين لأوطانهم، وهذه قصة ليست جديدة.
وعلى دروب الخير نلتقي.