ناهد باشطح
فاصلة:
(الأرض الغنية تنتج كذلك أعشاباً ضارة)
- حكمة يونانية -
وصلت نسبة النساء في التنظيمات الإرهابية حول العالم إلى 15% حسب دراسة « روبرت راب» وذلك من 1985 إلى 2003
وتشير الباحثة «مارلين فريدمان» في دراسة لها بعنوان: (الإرهاب من قبل الإناث) إلى أن العنصر النسائي يُعد جاذبًا للتجنيد من قِبل التنظيمات الإرهابية لتنفيذ عمليات تخريبية.
ولا نعرف حجم مشاركة النساء في السعودية أو الخليج المتورطات في الإرهاب ولكن لهن دور فاعل مهما قلّ عددهن.
نعم للمرأة دور في الإرهاب يثبت قوة تأثيرها في المجتمع وليس جهلها أو عاطفتها الضعيفة، فبحسب دراسة بعنوان «النساء في تنظيم القاعدة» أعدها مركز الدين والسياسة للدراسات في نوفمبر 2010 في السعودية، أن النساء المنتميات لتنظيم القاعدة غير مغرر بهن دائمًا، فهن منتميات للقاعدة ليس نتيجة جهلهن بحقيقة التنظيمات المحظورة، أو اتباعهن لأزواجهن وذويهن؛ كما هي العادة في المجتمعات المحافظة، لأن المرأة في التنظيمات الجهادية الحديثة تقفز على كثير من أبجدياتها لأجل مصالحها الحزبية.
لم تعد المرأة تكتفي بالدور الخطير من خلال زرع الأفكار المتطرفة في أولادها والتأثير على زوجها وإنما يمتد أثرها إلى أدوار قوية تتجلى في إيواء الإرهابيين المطاردين وخدمتهم، والعمل على نشر أفكار التنظيم، عبر مواقع الإنترنت، وكذلك جمع التبرعات المالية للتنظيم ليحقق مخططاته.
هذا يعني أن المرأة أصبحت جزءاً من كيان التنظيمات الإرهابية وهذا لم يكن يحدث على سبيل المثال في أوائل نشأة تنظيم القاعدة. حيث إن «قادة تنظيم القاعدة الأوائل لم يفضلوا مشاركة المرأة في العمليات الإرهابية، ومنهم أيمن الظواهري الذي قال في لقاء مفتوح عام 2008 «ليس في الجماعة قاعدة حول جهاد نساء، ولكن نساء المجاهدين يقمن بدور بطولي في رعاية بيوتهن، وأبنائهن في شدة الهجرة والتنقل والرباط».
هذا ما استنتجته دراسة مهمة أعدتها الباحثة مرفت السجان عن «مشاركة المرأة في الإرهاب وعقوبتها» في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية ونشرت عنها خبراً جريدة الوطن في عددها الصادر الأحد 3 ابريل 2016 عن هذه الأدوار الخطيرة للمرأة جاءت نتاج المرأة المربية التي ربما دون وعي كامل زرعت التطرف في وجدان بناتها، حيث وفرت بيئة فكرية متطرفة لتنشئة الفتيات مع عوامل أخرى كالفراغ، مما يجعل من السهولة بمكان تجنيد الفتاة عبر شبكة الإنترنت والتي أصبحت متاحة للجميع.
مشاركة المرأة في التنظيمات الإرهابية بشكل منتظم أو منفرد وانخراطها في العمل الإستراتيجي واللوجستي للتنظيمات الإرهابية يجعلنا نفكر في أهمية سد منابع عدة في المجتمع أصبحت تستغل بطرق خاطئة لتجنيد النساء مثل حلقات تحفيظ القرآن، ولذلك أصبحت الحاجة ماسة لدينا لتوظيف المرأة في الجهات الأمنية لمراقبة التجمعات النسائية التي يمكن أن تستغل ولإنشاء حسابات نسائية في مواقع التواصل الاجتماعي تستطيع كشف حسابات النساء التي تبث الأفكار المتطرفة وتستدرج النساء لتجنيدهن.
وإذا جندت المرأة فهذا يعني تجنيد أكثر من عقل.