محمد المنيف
سألني أحد الزملا غير المتابعين بشكل تام عن أسباب غياب أخبار وتغطيات أخبار جمعية التشكيليين القوي والمؤثر، فدفعني بسؤاله للحديث عن أحد أهم سبل وصول الأخبار إلى الأكثرية مع قناعتي أن أخبار الفن التشكيلي لا تهم إلا أصحابه والمنتمين إليه وعشاقه (القلة من ممتلكي الذائقة العالية في مجال الجمال) عبر الصحافة أو سبل التواصل وموقع الجمعية (جسفت)..
وأعني بأهم السبل ما يطرح من تصريحات ضد الجمعية بأن تكون سبيل لإيصالها للآخرين تلك العبارات التي تقلل من جهود من يعمل بها.. (هيئة الإدارية ومجلس الإدارة) يطلقها (المنتقدين) وليس (النقاد) في المناسبات الفنية التي يلتقون فيها وأخرى علنا على صفحات الصحف والسوشل ميديا انتقادات لا تستند على حقائق رغم علمهم بضيق ذات يد الجمعية، كان بإمكان الجمعية استغلالها والرد عليها بما يوازي ما تقذفه تلك الأفواه أو الأقلام كسبا للشهرة ولفت النظر للجمعية والوصول بها إلى الاذان والعيون دون النظر إلى سوء الأسلوب والطريقة غير المقبولة، لا تليق بمؤسسة هدفها الارتقاء بالذائقة وليس تشويهها...
فجاء التزام الصمت من الجمعية احتراما لموقعها ومكانتها الفنية والنأي بالنفس عن الرد بالمثل وهو الأسلوب الأرقى من ان تدخل الجمعية في مهاترات ومشاحنات مع الطرف الآخر من أجل ايصال سمعتها وأخبارها للقراء، بقدر ما التمست الجمعية العذر بحسن نية بانها تمت نتيجة سوء تقدير من اولئك للنتائج، وأن من في الساحة من مثقفين وعشاق للفنون التشكيلية لا يقبلونها ولا يرضون بحدوثها.
ذلك الاسلوب اتبعه الكثير من الممثلين والمطربين وأحيانا الكتاب ولا نستثني بعض التشكيليين ممن يعتقدون أن في المهاترة أو تجاذب وتقاذف الكلمات غير اللائقة هي الوسيلة الاكثر والاسرع وصولا للشهرة.
ومع ذلك وبما اتبعته الجمعية من الهدوء والصبر لم تفقد الإعلام ولنا في جريدة الجزيرة ومن رئيس تحريرها شخصيا أكبر داعم بما حظيت به من حرص (أبو بشار) بنشر أخبارها في هذه الصفحة بشكل متواصل دون إنكار لبقية الصحف مهما قل ما ينشر فيها عن الجمعية، ولذلك لم تكن الجمعية تضع في خططها أو نهجها أسلوب التصادم لتحقيق الانتشار عند من يعشق الخلافات التي يرفضها أصحاب العقول التي تمتلك الرقي الحضاري.
هذه الوقفة مع ذلك الزميل والصديق الآخر أعادني إلى ما كان يقوم به صديق ترك الصحافة مشرف سابق لأحد الملاحق الفنية أمام عيني وتحت سمعي باتصاله باثنين من كبار المطربين احدهما انتقل إلى رحمة الله والآخر لا زال حيا يرزق ليتفق معهما على اثارة قضية وهمية بينهما ليحرك الساحة ويلفت لهما النظر بعد حالة من الركود..
هنا.. نختم بالقول إن الانتشار الذي يحتاج إلى الاثارة والتهييج والتهريج لا تعترف او تقبله الجمعية احتراما لمنسوبيها ولمنهجها الراقي.