سلطان المهوس
انتقدت بحدة صحفية مدعومة بالأرقام هنا بصحيفة الجزيرة واقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي انهار - داخلياً - مع قدوم الصيني جيلونج لمقعد الرئاسة بمنصب القائم بالأعمال، فقد ظهرت سيطرة جنسيات معينة وقليلة على مفاصل الإدارات واللجان، وأصبح الغرب الآسيوي شبه مشلول، واستمر الأمر عامين حتى تم انتخاب البحريني الشيخ سلمان آل خليفة رئيساً (2013) منهياً حالة اللا استقرار المريرة التي مرت بالاتحاد الآسيوي.
اليوم وبعد أكثر من عامين استطيع أن أكتب عن حالة التفاؤل والتقدم التي تسري بجسد الآسيوي بعد أن أرسى الرئيس قواعد رسمية لمكافحة الفساد وترسيخ الشفافية المالية والإجرائية على الجميع من خلال اعتماد ميثاق السلوك لكل العاملين بمنظومة الآسيوي واتفاقيات مكافحة التلاعب بالمباريات الصارم والتوقيع مع المركز الدولي للأمن الرياضي كضمانات هامة واستراتيجية لخلق مناخ أمن لكل الاتحادات بالقارة.
انطلق الشيخ سلمان للأهم فوجهه الباسم وهدوؤه والكاريزما الحميمية التي تلازمه لا تخفي صرامته أمام نظافة ونزاهة وعدالة القانون للجميع، وهو ما جعل كل خصومه اللاهثين وراء نصف ورقة تدينه إبان حملته لرئاسة الفيفا يصابون بالخيبة، فكل ملفاته وأدواته وإجراءاته كرئيس آسيوي كانت ناصعة البياض، والحملة الشعواء من قبل الأستراليين والإنجليز المتمرسين بالصحافة الاستقصائية لم يجدوا سوى ملف حقوق الإِنسان إبان أحداث البحرين، والذي لم تلتفت له لجنة النزاهة بالفيفا كونه ملفاً مضروباً..!!
أعاد الشيخ سلمان تركيبة دائرة التحكيم لتكون برئاسة السنغافوري شمسول، واعتمد التغيير العاجل لأمانة الآسيوي وساهم في أن تكون للجان هيبة وقرار لأنّها هاجس القارة وشؤونها على الأرض.
كان ملف الإشكالات الإيرانية خاصة أمام المنتخبات والأندية السعودية شائكاً خاصة بعد قطع السعودية العلاقات مع إيران التي رفضت وهددت وأزبدت ملوحة بعدم خلط السياسة بالرياضة وتقديم ضماناتها لكل البعثات السعودية منعاً لأي قرار بنقل مبارياتها أمامنا لبلد محايد!!
تعامل الشيخ سلمان بهدوء وذكاء، فكانت خطواته النظامية القوية أكبر من أي احتجاج إيراني، فشاركت لجنة المسابقات ومركز الأمن الرياضي ومراقبو الاتحاد بالوصول للقرار الأمثل والعادل دون مجاملات، وهو ما جعل الصحف الإيرانية تشعل حرباً على الرئيس امتدت لأيَّام وقبلها صوتت إيران للسويسري اينفانينيو، ولضمان ذلك تم توجيه أمين عام الاتحاد الإيراني بوضع ورقة التصويت بدلاً من رئيس الاتحاد علي كافيشيان الذي طلبوا منه عدم ترشيح نفسه مجدداً كرئيس بوصفه مسؤولاً غير قوي!!
من حق الشيخ سلمان علينا الشكر والتقدير والدعم؛ فصافرة حكم خاطئة ليست مقياساً عادلاً للنقد وإلا سيختفي كل رؤساء الاتحادات القارية والدولية والأهلية من على كوكبنا؛ لأن حكام كل الأرض يخطئون بكل مكان، وما علينا إلا أن نثبت بدليل واضح أنهم فاسدون، أو مثلهم مثل أقرانهم يصيبون أو يخطئون..!!
كانت أخطاء الياباني نيشمورا فادحة بالنهائي الهلالي الشهير أمام سيدني، لكن أين هو نيشمورا الآن؟.
في اتحاد لا يقبل سوى النجاح انتهت مسيرة نيشمورا بقرار، وعلينا ألا نطلب من الآسيوي أكثر من ذلك؛ لأن الأخطاء لم ولن تنتهي حتى بكؤوس العالم وبطولات أوروبا!.
اليوم السعودية تأخذ حقها الآسيوي كاملاً ولا حساسية من ذلك سوى من لا يلتقطون المعلومة كاملة أو من يجهلون بالأنظمة، فالآسيوي اتحاد لخدمة القارة التي تملك القوي والضعيف، ومن الذكاء أن تكون علاقتنا متينة ومحترمة وقوية مع تلك المنظومة التي اختار رئيسها أن يكون التمثيل السعودي باللجان هو الأعلى بجانب اليابان، ولا شيء يمكن أن يجبره على ذلك لولا ثقته بكوادرنا التي لا تحتاج سوى للدعم والمؤازرة.
شكرا للشيخ سلمان..
أكتبها اليوم لأني عايشت وشاهدت، وسأكتب غداً بروح قلم لا يقبل سوى المصداقية وبنزاهة ناقد إذا ما رأيت ما يناسب ذلك، فقد عاصرت ثلاثة رؤساء آسيويين وبقيت صامداً بعلاقاتي لأنّها لم تكن سوى علاقة محورها الصدق، فالصحفي رأس ماله الحقيقة، فإنَّ أخفاها فهو خائن لمهنته وقراء صحيفته، ولن تهزنا رتوش التعصب المناوئة أحياناً عن نقلنا للحقيقة بإيمان لا ينقطع..
أكتب رأيي بشفافية، مؤمن أن من لديه عكس ذلك فهو حر، ولا داعي لتجريده من حرية التعبير والتاريخ والواقع والحقائق عدالة للجميع.
قبل الطبع:
موقف واحد يدل على قوتك.. لا تتردد.!!