د. صالح بكر الطيار
حفلت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر بمناهج سياسية وتاريخية لتكمل منظومة العلاقات القوية التي تعود لعقود بين البلدين، وقد جاءت الزيارة في توقيت مهم لتعلن للعالم أجمع وحدة الصف العربي وقوة ومتانة العلاقات بين الأشقاء العرب وترسم ملامح من العمق الاستراتيجي في منظومة متكاملة من الاتفاقيات على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتعليمية وملفات التنمية والثقافة الأمر الذي وجه رسالة الى أعداء الأمة بأن التوحد العربي في قضاياه المشتركة منهج ثابت لن يحيد وأن الفتن الخارجية ومحاولة شق الصف أو زعزعة استقرار الوطن العربي ستؤول إلى الفشل والعدم فالسعودية ومصر قصة من الإرث التاريخي من أيام مؤسس المملكة العربية السعودية المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك من بعده الذين واصلوا السيرة وأكملوا المسيرة التاريخية والسياسية في مراحل مختلفة، وفي عهد الملك سلمان حفظه الله ملك الحزم والعزم ارتفع مستوى العلاقات وزادت مساحات التشارك والحراك السياسي والعسكري بين القيادتين في كل تفاصيلها، وشاركت مصر في الحرب ضد جماعات الحوثي والمخدوع صالح في عاصفة الحزم وإعادة الأمل إضافة الى العديد من المناورات المشتركة وآخرها مناورة رعد الشمال التي أثبتت للحاقدين على اللحمة إنها في تزايد وأن العلاقات بين الأشقاء العرب في أوجهان وأن السعودية ترعى مبادرات وتؤسس لمنهجية عربية متميزة قائمة على وحدة الصف واتحاد الكلمة وتوحد التوجهات أمام أي عدو وضد أي فتنة عاشت مصر الفرح وتعايشت مع واحدة من أهم الزيارات المفصلية في تاريخ أرض الكنانة ولامست توجه القيادتين وعزمهما على رسم ملامح مستقبل مشرق لمصر بعد أن تعرضت خلال السنوات الاخيرة لفتن واضطرابات أرهقت كاهل الشعب والدولة.
الزيارة الميمونة شهدت توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية بين البلدين لترسم خارطة تنموية جبارة ترفع الاقتصاد وتؤسس لمستقبل تنموي واعد وتم الإعلان عن تشييد جسر بين الدولتين لرفع التبادل التجاري ومباحثات لنشر الوسطية ونبذ الفكر المتطرف كل هذه الاستراتيجيات السياسية في الزيارة ستسهم في تقوية الصف العربي وفي خلق علاقات متينة للتحالف العربي، وبتخطيط متواصل وحرص الملك سلمان على وحدة الصف فإن زيارته لتركيا تؤكد وتبرمج توجه المملكة وقيادتها على لم الصف الإسلامي وتقوية أركان التحالف وتسوية الخلافات بين مصر وتركيا التي ظلت لأعوام وتسببت في توتر العلاقات والمصالح لذلك فان الزيارة ستسعى الى تقريب وجهات النظر وتقوية الوحدة الإسلامية للمشاركة في الرؤى والتوجهات ضد اعداء الامة وتعاون مصر وتركيا مع مجلس التعاون الخليجي في الأهداف السياسية المشتركة والوصول بقرارات الأمة الاسلامية الى قناة مشتركة واحدة تصب في صالح الأمة والشعوب وتنعكس على مستقبل يوحد ويوظف الاتجاهات السياسية بشأن الأزمات سواء في المنطقة والمتعلقة بمواقف الدول من الارهاب والجماعات المسلحة وتنظيم داعش والقاعدة او الحرب في سوريا وما يمارسه النظام السوري أو الحرب في اليمن والتحالف العسكري ومستقبل الازمة فيها أوخطط حزب الله نحو الأمة الاسلامية او السياسة الإيرانية ومواقفها من الأحداث ومن تدخلاتها في شؤون الدول الاخرى اوالسعي لإثارة الفوضى والخراب فيها. ومستقبل وخطط قوات التحالف الاسلامي كل هذه الملفات التي تحمل أبعاد التعاون الثنائي واستراتيجيات الاتفاقيات المشتركة في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية والفكرية والاجتماعية وتقريب وجهات النظر واتفاقها ضد الأحداث وتوحيد الصف العربي والإسلامي وخلق مسارات جديدة من الاتفاق الثنائي في مجالات المصالح المشتركة حملتها زيارة الملك سلمان لمصر وستحملها لتركيا مما يؤكد كلمة المملكة وقامتها ومكانتها وثقل كفتها على خارطة العالم الاسلامي وقيادتها الحكيمة والرشيدة لإدارة الأزمات في المنطقة العربية والتعامل بفكر سياسي وتخطيط متميز مع التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وصولا لتقوية الصف ووحدة الكلمة واتحاد التوجهات وتحالف الأمة في كل المواقف بمختلف انواعها لتكون أمة إسلامية متحدة موحدة.