فوزية الجار الله
(1)
ما أسعدك لو أن الظروف جعلتك مدرباً محترفاً لاتخاذ القرارات الهامة بنفسك منذ أيام وعيك الأولى في هذه الحياة..
لكن ذلك غالباً لا يحدث حيث لم نحظ جميعاً بتربية مثالية على اتخاذ القرارات بمنتهى الثقة والاستقلالية، رغم أن الاستقلالية باتخاذ القرارات في مراحل عمرية مبكرة أيضاً لاتعتبر بحد ذاتها سعادة مطلقة، فالأمر هنا نسبي تحكمه عوامل عديدة.
منذ نعومة أحلامك وأنت محكوم بمختلف القرارات الصغيرة والكبيرة الهامة تتبادل وإياها السيادة والعبودية، تارة هي تحكمك وتحتل موقعاً في حياتك رغماً عنك، وتارة تصبح أنت سيدها والقادر على إدارتها. أتحدث هنا عن القرارات المتوسطة أو الكبيرة تلك التي يمتد أثرها زمناً والتي يحدث تنفيذها تغييرا كليا أو جزئيا في كامل حياتك.
أنت على حافة التغيير، ذلك يعني بكلام علمي إداري أنت على عتبة اتخاذ قرار ما حين تجد نفسك على مفترق الطرق، حين تجد نفسك على سبيل المثال متورطاً في وضع غير سليم، ولابد من التحرر منه أو أنك بحاجة إلى التحرك من وضع إلى وضع آخر أفضل، هكذا تأتي فكرة القرار، ولابد أن تفعل شيئاً، الثبات والانتظار والتسويف لايمثل حلاً لكن لابد من فعل ما.
هنا لابد أن تكون حازماً فاعلاً أن تضع في ذهنك بأنك تعاني هماً لابد من حسمه من خلال أمرين: إما قبوله والتعايش معه بمرونة إن كان لابد من ذلك، أو التحرك بمنتهى الثقة والمغادرة إلى موقع آخر أفضل، وسوف تدهشك النتيجة مهما تكن، ستجد بأن شجاعة الإقدام والفعل غالباً هي الأفضل، وأن ذلك ما يمنحك إحساساً بأن الكون يتحرك وأنك تمضي معه إلى مناطق أكثر إضاءة ما أمكنك ذلك، وهذا هو المعنى الحقيقي للحياة.
(2)
رحم الله ابراهيم الفقي الذي كان اسماً متميزاً في مجالات اجتماعية متعددة أهمها التنمية وتطوير الذات، مثله رجل لا ينسى بذلك العزم القوي وبتلك الروح المتوهجة حباً للحياة ورغبة في الإصلاح والصلاح لنفسه ولكل من حوله، كان فقده مفاجئاً، مفجعاً ومريراً، الأمر العجيب حادثة وفاته التي جاءت في ظروف استثنائية غريبة حيث كانت مصر تعج بتبعات الثورة المصرية الأولى وما أحدثته من تغييرات في المجتمع، لدي إحساس عميق بأن وفاته لم تكن طبيعية إطلاقاً وهذا ما أكدته زوجته أمال التي جاءت كلماتها شافية ومقاربة لتساؤلاتي الحائرة، من المؤلم جداً أن يفقد عالمنا العربي شخصية ناجحة متميزة مثل الدكتور ابراهيم الفقي، ولي عودة أخرى لهذا الحديث بإذن الله.
(3)
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً بما يشير إلى رغبة في إيقاف كل من شركتي (أوبر وكريم) الخاصتين بالنقل الشخصي آمل ألا يكون هذا الخبر صحيحاً: فللشركتان الكثير من المزايا المريحة والآمنة للمرأة وللعائلة بشكل عام وما ننتظره حقاً أن يتم إيجاد شركات أخرى مشابهة لهما في دقة النظام وفي مستوى التعامل وليس إيقافهما.