إبراهيم بكري
يبدو أن لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم تحتاج لدرس خصوصي في مادة «الجغرافيا»، يعلِّمها المسافة التي تفصل بين الحد الجنوبي والمدن الرياضية التي تحتضن المنافسات.
لا يُعقل أن اللجنة تجهل الفرق بين «جازان» المنطقة و«جيزان» المدينة. سؤال بسيط في «الجغرافيا»:
أين تقع مدينة الملك فيصل الرياضية؟ وكم تبعد عن الحدود السعودية اليمنية؟
الإجابة لن تغير شيئًا، ولا قيمة لها عندما يكون «مصيرك» في يد اتحاد لا يعرف حدود وطنه!!
محزن كثيرًا أن تجد في عصر محرك البحث «قوقل» مَن يجهل معلومة أن مدينة جيزان التي تحتضن مدينة الملك فيصل الرياضية تبعد عن الحدود السعودية اليمنية ما يقارب 100 كلم.
قرار لجنة المسابقة بالاتحاد السعودي نقل مباريات أندية الحد الجنوبي لخارج مناطقها ظلم الأندية في ظل غياب تكافؤ الفرص بالمنافسة. ولقد دفع الضريبة ناديا التهامي والأخدود بهبوطهما من دوري الدرجة الثانية.
الظروف في الحد الجنوبي تختلف من منطقة لأخرى. الموقف في نجران يختلف كثيرًا عن جيزان المدينة التي فيها الحياة طبيعية، ولا تأجيل للمدارس أو تقليص لمدتها. رحلات الطيران مستمرة حسب جدولتها، فقط في أيام معدودة لا تذكر تأجلت في بداية أيام عاصفة الحزم.
مؤلم عندما يكون «مصيرك» في يد أشخاص تحت «المكيف» في مكاتبهم، لم يكلفوا أنفسهم السفر للمناطق الحدودية لمعرفة مواقع المدن الرياضية البعيدة عن الحدود!!
السفر في الصيف إلى «لندن» لمباراة السوبر مُغْرٍ لأعضاء لجنة المسابقات أكثر من السفر إلى «جيزان» المدينة الحارة صيفًا، التي لا تملك مغريات عاصمة الضباب؟؟
مدينة الملك فيصل الرياضية بجيزان التي حُرم ناديا التهامي وحطين من الركض فيها بمنافسات دوري الدرجة الثانية احتضنت جميع مباريات أندية المنطقة في دوري المناطق إلى جانب تصفيات كأس خادم الحرمين الشريفين التي شارك فيها التهامي وحطين؟؟!!
لا أعلم ما هو «عذر» لجنة المسابقات التي تحتاج لدرس في «الجغرافيا»؛ لكي تعرف الفارق بين «جازان» المنطقة و«جيزان» المدينة؟؟
لجنة المسابقات أرادت أن تساوي بين فريق نجران وأندية جازان في قرارها رغم الاختلاف الكبير. الأندية المحترفة لا يفرق مع لاعبيها السفر والترحال أسبوعيًّا لتفرغهم لمهنة كرة القدم. اللاعب «الهاوي» في نادي التهامي أو حطين مرتبط بدراسة أو عمل؛ ولا يستطيع السفر أسبوعيًّا لمكة المكرمة أو أبها.
«التهامي» في إحدى مبارياته سافر فقط 10 لاعبين منه. لك أن تتخيل حجم المعاناة!!
من لا يعرف هذا النادي الجيزاني فعليه أن يدرك أنه خامس أندية الوطن تأسيسًا عام 1368هـ.
لا يبقى إلا أن أقول:
لقد «هرمنا» و«هرمنا» في جازان من ظلم الاتحاد السعودي لكرة القدم بسبب هذا القرار «غير المدروس»، الذي تسبب في هبوط التهامي، لكن هناك في نهاية النفق المظلم نشاهد ضوءًا. سنبقى نتمسك بالأمل ونحن نؤمن بأن الرجل الأول في رياضتنا الأمير عبدالله بن مساعد لا يرضيه ظلم أي ناد في وطننا!!
يا سمو الأمير، في جازان اليوم الرياضة أهم من أي وقت مضى. عندما تسافر أندية الوطن لجازان؛ لتلعب مبارياتها ففي ذلك رسالة تعزز ثقتنا بجنودنا البواسل لحماية الحدود. لم تقصر الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدعم أندية جازان ونجران ماديًّا، لكن ذلك في ظل غياب «تكافؤ الفرص» لا يعفيها بمنح ناديَيْ التهامي والأخدود استثناء بعدم هبوطهما من دوري الدرجة الثانية. قرار كهذا في مثل هذه الظروف بالحدود مهم لزراعة البسمة والأمل في جازان ونجران. فهل يُفتح هذا الملف أم أن الرئاسة مشغولة بملفات أخرى؟؟!!
** هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميل بروحك. وشكرًا لك.