موضي الزهراني
للأسـف الشديد في كل عام تتكرر أسطوانة الفشل في البنية التحتية لمجاري تصريف السيول الناتجة من الأمطار الشديدة في المدن الرئيسية، وسأتناول الحدث من قلب العاصمة الرياض كنموذج لبقية المدن التي قد تكون أسوأ حالاً!
- العاصمة الرياض تتميز في أغلب أحيائها بشوارع رئيسية كبيرة وواسعة وذات امتداد شرياني يربط الكثير من الأحياء ببعضها البعض، ولكن للأسف الشديد تختلف عن بعضها البعض حسب مستوى الأحياء وحداثتها، وخاصة ما بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، اختلافاً جمالياً فقط، لكن عند حالات الطوارئ «كمثال السيول الناتجة من الأمطار الغزيرة» والمداهمة للطرق الشريانية في العاصمة فإنها تتشابه قديمها مع حديثها» وإن كان قديمها أهون من النتائج الصادمة لنا «في المنظر المؤسف لتجمع المياه وعدم وجود تصريف عاجل وملازم للحدث! فالكثير مثلاً من الأحياء الحديثة خاصة شمال الرياض البعيد داهمتها السيول، وتجمعت داخل الطرق الرئيسية للأحياء، وأعاقت الحركة المرورية للسكان ليوم كامل، وذلك انتظاراً لتدخل سيارات الشفط المنقذة للموقف! كذلك الطرق الرئيسية للعاصمة مثل طريق الملك عبدالله «كطريق رئيسي وشرياني» من السهولة إغلاقه عاجلاً بسبب تجمع الأمطار تحت بعض جسوره، وذلك بالاستعانة بسيارات المرور التي تقف صامدة أمام سيارات المارة بدون أي إشعار مسبق! ونلاحظ كذلك انتشار رجال المرور، ورجال الدفاع المدني لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا المطر بسياراتهم بأحجامها المختلفة، أو الغارقين في المياه المتجمعة تحت الأنفاق والكباري، وارتفاع صافرات إنذار سياراتهم طوال ساعات نزول المطر، وقد تمتد لساعات متأخرة من الليل وذلك للتدخل العاجل والذي قد يكون عشوائياً بسبب الاتصالات المكثفة على أرقام هاتين الجهتين بالذات! (وكل هذه الأحداث في العاصمة، فكيف بالمناطق الأخرى)؟ وبعد كل ذلك تكون المطالب الشعبية متوالية ومتزايدة وقت الحدث من منسوبي وزارة التعليم بالذات لتعليق الدراسة «سواء من الطلاب والطالبات، أو من المعلمين والمعلمات» وتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة بإلحاح وزير التعليم بالموافقة على التعليق لخطورة الوضع حتى وإن كانت الأرصاد الجوية تؤكّد أن الأجواء مستقرة في الغد! لكن المطالبات تستمر وبقوة حتى صدور القرار بالتعليق! ولا نستطيع من خلال هذه الأحداث التي تتناقلها كاميرات الجوال من خلال مواقع التواصل عاجلاً أن نلومهم في ذلك! لأن البنية التحتية لأغلب الشوارع المؤدية لمدارسهم، وكذلك البنية التحتية للمدارس وبعض الجامعات أيضاً «وللأسف الحديثة بعضها في عهدها الإنشائي وصُرفت عليها الملايين، «ولكن أين هيئة مكافحة الفساد من ذلك»؟!