فهد بن جليد
ما أجمل أن يستذكر الوطن أحد رجالاته المُخلصين في لفتة وفاء مُستحقة، فبعد أقل من عام على رحيل الأمير سعود الفيصل (رحمه الله)، تأتي رعاية خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) للمؤتمر الدولي (سعود الأوطان)، بحضور آلاف المهتمين من خارج وداخل المملكة كعنوان لهذا الوفاء والتقدير الذي تستحقه هذه (الشخصية العالمية) الفريدة.
حياة وجهود الأمير سعود الفيصل تستحق الدراسة والبحث، (كقائد فذّ) سار بالسياسة السعودية إلى (بر الأمان) طوال أربعة عقود من العمل الجاد والدؤوب، كان خلالها سنداً ومستشاراً أميناً، ومخلصاً لكل قادة البلاد الذين عمل في عهدهم وزيراً للخارجية، حتى بات أحد عباقرة وعرّابي السياسة الدولية الذين عملوا بحكمة، وبلغة هادئة، أكسبته احترام العالم، وجعلت الموقف السعودي موقفاً مُتزناً، ومؤثراً في الدوائر السياسية، وداعماً لكل القضايا الإسلامية والعربية التي تصدى لها الراحل طوال حياته.
تسابق الباحثين والمهتمين اليوم في تناول جوانب مهمة من حياة الراحل، ما هي إلا دليل على أن ما قدمه لم يكن عملاً عادياً يخص السعوديين وحدهم، فقد عمل سعود الفيصل بمثابة وزيراً لخارجية كل العرب والمسلمين، والشرفاء في العالم، يدافع عن حقوقهم وقضاياهم، ويعمل لصالحهم في كل المحافل الدولية، كجزء من دور المملكة الريادي في خدمة قضايا المسلمين والعرب، والدفاع عنها، وتفهم لتلك القضايا الإنسانية العادلة في كل أنحاء العالم.
مثل هذه الشخصيات العظيمة التي ساهمت في بناء بلادنا، تستحق أن يؤرّخ لها في مناهج التعليم، لتكون مُلهمة للأجيال السعودية المقبلة، فسعود الفيصل (أيقونة سياسية فريدة) في تاريخ المملكة المجيد، بفضل ما امتلكه من حنكة وذكاء ودهاء جنَّبَ المنطقة والعالم الكثير من الكوارث والويلات، ودعم السلام العالمي، ومن حقنا أن نفخر ونفاخر بمثله.
السؤال المطروح هنا؟ وقبل أسبوع كامل من هذا (الحدث العالمي)، كيف يمكن أن تتعاطى وسائل الإعلام المحلية مع المناسبة، وسط حضور هذا الكم الهائل (المتوقع) من السياسيين والمتحدثين الذين عملوا إلى جوار الراحل؟!
أرجو أن لا تكتفي بمجرد التغطية والحضور، فالحدث يستحق أكثر من ذلك.
وعلى دروب الخير نلتقي.