محمد المنيف
مقولة أو مثل أقرب ما تكون عند الفرنسيين عندما يستقبل أحدهم ضيفا فيرحب به ويمنحه حرية التصرف، وكأنه في بيته مع الإشارة إلى الخطوط الحمراء بالقول: لا تنس أنك في بيتي.. ونحن في مجتمعنا أيضا نتداول هذه المقولة أو المثل؛ إلا أنها عندنا مبتورة فنقول اعتبر نفسك في بيتك.. ونقف عند هذا الحد.. والقصد عند الفرنسيين، أو من يتعامل بتلك الجملة أن للصلاحيات حدوداً.
العنوان أو المقولة تنطبق على (بعض) الفنانين العرب والأجانب الذين يقيمون بين ظهرانينا (لاحظوا كلمة البعض حتى لا يعمم القول على المحترمين منهم وهم كثير)؛ فهناك من لا يعبأ ولا يحترم التوجيهات عند اشتراكه في معرض أو إقامته لمعرض خاص ويتذمر بل يغضب عندما لا تجاز أعماله للعرض، بسبب وجود رموز أو عبارات لا تتفق مع المبادئ أو القيم والدين أو تلميحات سياسية أو تكوينات توحي بجسد عار أو إغراء، هؤلاء اعتبروا مثل هذا الإجراء ومنع وعدم إجازة أعمالهم قتل لحرية التعبير وتخلف نقلوا هذا الوصف إالى خارج الوطن حيث تلقيتها من أحد الفنانين الأجانب، وآخر عربي في مناسبة خارجية دار حديث نقدي في إحدى لحظات الاستراحة من بين محاضرات تضمنها ذلك اللقاء، وانصب الحديث إلى أن هناك قيودا وسدودا وحواجز على الفنانين السعوديين اتضح أن هذا القول جاء نتيجة إيقاف معرض تنظمه إحدى الصالات العربية التي تتخذ لها فرعا في المملكة بعد منع لجنة الاجازة المكلفة.
من جهة رسمية، من إقامة المعرض لوجود بعض اللوحات غير مناسبة للعرض لما فيها من تعرض لعبارات دينية إضافة إلى جرأة أحد الفنانين المشاركة في معرض آخر بلوحات تتضمن إيحاءات جسد نسائي.
هنا نعود للقول لأولئك الفنانين المقيمين أهلا بكم فأنتم في بيتكم، لكن لا تنسوا أنكم في بيتنا، فالتزموا ما يلتزم به أشقائكم الفنانين السعوديين من احترام لقيمهم وتقاليدهم وحفاظ على التراث والموروث وتقدير ذائقة المجتمع، فهناك فرق بين ما كنتم تتعاملون به في بلدانكم، وبين ما يجب أن تتعاملوا به هنا.
موضوع الإجازة ووضع الشروط على الأعمال الفكرية (التي تتضمن فكرة)، ومنها اللوحات التشكيلية أمر مطبق في كل بلدان العالم، وهناك شواهد كثيرة على منع كثير من الدول لمعارض أو لوحات لا تتفق مع شروطهم.