محمد بن عبدالله آل شملان
القصة بدأت بفكرة انطلقت من عاطفة رجل واحد، لتترجم إلى نجاح لفريق واحد، على أرض واحدة، لنرى نجاحاً باهراً تبارك الله؛ أبهر العالم بأكمله وجعل اليمن أرض الحكمة وجهة الاصطفاف العربي والإسلامي ضد مشروع وتمدد إيران في الدول العربية وخاصة في منطقة الخليج العربي، بمجهود ودعم من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ رعاه الله ـ الذي قرأ كتاب عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ فتداعت سطوره في الأرض حقيقة وكياناً؛ فلقد لقد كان عبدالعزيز زعيماً في وقت نضبت فيه الأرض العربية من الزعماء، وكان قائداً ملهماً في وقت تهاونت في القيادات الملهمة في دفاعها عن الأمة العربية الإسلامية.. وكان صلباً في وقفته ضد الاستعمار، في وقت كان الاستعمار فيه يجثم فوق كل الدول العربية المسلمة باستثناء شبه الجزيرة أو المملكة تحديداً.
أقول : نحن نرى اليوم المشهد اليمني اليوم بعد عام على عمليات التحالف العربي بمشاركة القوات المسلحة الإماراتية وبقيادة السعودية لهذا التحالف الصلب يعيش انتصارات متتالية للشرعية وانكساراً وانكماشاً للانقلابيين وتماسكاً للتحالف على استكمال تحقيق أهدافه حتى تمكين الشرعية تماماً وإعادة الاستقرار والأمن إلى بلد تسللت إليه الأجندات الخارجية ممتطية أحزاب الفتنة والتحالفات الشيطانية.
رؤية حزم سلمان استثمرت ما في الجسد العربي والإسلامي من قوى كامنة وظاهرة وتصد العدوان وتقف مع الحق وتحمي الديار وتصون الأمن وتغيث الضعيف وتنصر المظلوم وتتسلح بالعدل والحق وتنشد السلام والخير.
وأخذت الرؤية تتمدد عبر لقاءاته مع إخوانه القادة والزعماء والأشقاء والأصدقاء من مختلف دول العالم التي شكّلت مكسباً لاستهلال عهد مقامه الكريم وقوة مضافة لقوة الأمة العربية والإسلامية وعمل كل ما في وسعه لترتيب البيت العربي والإسلامي ضمن ما يجري في كل الساحة العربية والإسلامية في ظل مرحلتها الحساسة البالغة الدقة، ليكشف للعالم شغف وعشق سلمان لرؤيته، وأن روح التعاون والتكاتف وجمع الكلمة وتوحيد الصف والمحافظة على الأمن والسلام على المستوى العالمي وبالدرجة الأولى على المستوى العربي التي تشق التحديات لم تقف أمام ما اعترضها من تعقيدات، لنرى التاريخ والأصالة في سلمان، يُختصر في صورة الحزم بالعزم ورغبة الحسم في الحاضر والمستقبل؛ جاء على إثرها استحقاق اختيار مجلة (تايم) الأمريكية كأحد الزعماء الأكثر تأثيراً في العالم، من بين 11 زعيماً عالمياً.
اليوم نحن على موعد مع مرور عام على عاصفة الحزم التي أبهرت وستبهر العالم أكثر، ولدت من وطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) ليكون رسالة واضحة أن الرياض هي مركز القرار العربي والإسلامي وصوت الحق والعقل الواعي الذي يسعى دائماً إلى الحفاظ على مكتسبات الأمة، وأن كل المنتمين للأمة العربية والإسلامية لا يرون أفضل منه في الواجب المنشود والمنتظر من الجميع، ولا غرابة في ذلك، لأن من يشرف على تفاصيل الأمور الصغيرة قبل الكبيرة هو القائد الاستثنائي، وفخر الأجيال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وباني لبنات حزمها وعزمها وحسمها.
اليوم عاصفة الحزم تؤكد للعالم أنها أخذت زمام المبادرة وبددت أوهام الاعتماد على الغير في ظل فراغ الانكفاء الأميركي عن المنطقة، وحققت خطوات غير مسبوقة في التاريخ العسكري العربي.
وعاصفة الحزم الاسم جديد في تاريخ التحالفات تشهد أعلى نسبة حضور ومشاهدة عبر هاشتاقات وسائل التواصل الاجتماعية من حلب شمالاً إلى عدن جنوباً ومن رأس الخيمة على خليجنا العربي شرقاً، إلى مغرب أمتنا غرباً، أكبر دليل على أن التاريخ يسجل ويوثق أن عاصفة الحزم هي المبادرة التي أبهرت.
رؤية «حزم سلمان « وبمرور عام عليها خرج الآلاف من اليمنيين فرحين بها تتعالى صيحاتهم بالعزة والفخر والبهاء في جميع المحافظات المحررة لأنها تتحدث باسمهم وتعمل من أجلهم، وتجتهد لرفع راية العزة والكرامة التي غدت خفاقة عالية في التحدي الذي يواجههم.
نشعر بالسعادة اتجاه هذه الرؤية، ونحن نتابع مآثر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في عمليات ( إعادة الأمل ) لمساعدة الشعب اليمني الشقيق بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين الذي أثبت أن وطننا مستمر في كل وقت وفي كل زمان بإنسانيته.
نفرح لهذا الإنجاز لأنه يضيف إلى رصيد الأمة العربية والإسلامية من الرقي والأنفة والقوة والتأثر وفكر الدفاع عن الأرض بقلب واحد، وتحت قيادة واحدة، ونحو مصلحة واحدة. ومن ينجح في هذا المضمار، فإنه ينجح في فتح نافذة واسعة الآفاق نطل من خلالها جميعاً لتحقيق أحلامنا، ولكي نرى الأمة العربية والإسلامية من غير ضعف أو ضبابية، ولكي يسعد أفرادها بتحقيق الأهداف في المسارات السياسية والتنموية لعقود قادمة.