سلمان بن محمد العُمري
تواجه الدعوة السلفية، ومنها دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، حرباً ضروساً من أتباع الفرق والمذاهب المنحرفة. وظهر لنا دعاوى وأفكار حديثاً أشد وأنكى مما واجهته دعوة السلف قديماً، وهناك من يغذّي هذه الدعاوى الكيدية الباطلة من الغرب والشرق، ويربطون دعوة السلف ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالإرهاب والتطرف، وأنها حاضنة لذلك، وظهرت هذه الاتهامات على المستجدات الحديثة.
ولقد ثبت بالدليل القاطع البراءة منها، وعدم الارتباط بها، فالإرهاب والغلو والتطرف لا مكان ولا زمان ولا معتقد له، وإنما هو بلاء حلّ في كلّ زمان ومكان.
انتشر مؤخراً مقطع قصير تم تدواله في وسائل التواصل الاجتماعي وهو ليس الأول ولا الأخير ومدته ستة دقائق لجلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي حول الوهابية وتطابقها مع فكر القاعدة وداعش، وانتشار ذلك المقطع بشكل كبير في مختلف أنحاء العالم والمملكة خصوصاً، يؤكد الاستمرار في النيل من هذا الدين وثوابته، ومن هذه الدولة السنية وولاة أمرنا الذين يؤكدون على الدوام أنه لا مذهب للوهابية، وأن نظام المملكة ودستورها قائم على الكتاب والسنة، ومنهجها قائم على الوسطية والاعتدال بلا غلو وجفاء.
ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب شغلت العديد من الباحثين، والكتّاب، والمفكرين من المسلمين وغيرهم، فبحثوا بها، وناقشوها، وتمعنوا فيها، فكان المسلم يستفيد منها في كل لحظة وأمان، وكانت لغير المسلم ثقافة نافعة حيناً، ودعوة للحق حيناً آخر، هدى الله بفضلها العديد من الناس إلى الصراط المستقيم.
إن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- ما هي إلا عبارة عن منهج سلفي صافٍ خالص، يستمد جذوره من نبع الإسلام النقي، المتمثل في كتاب الله الكريم، وسنة خير المرسلين -صلى الله عليه وسلم-، وهذه الدعوة، ولأسبابٍ عديدة، وغايات متنوعة قد تعرضت لهجوم عنيف، وبأوقات مختلفة، ومن قبل جهات متنوعة وصلت حد الهجوم من قبل بعض الدول، ويمكننا أن نؤكّد أن الكثير من تلك الهجمات نجم عن سوء فهم لدعوة الشيخ إما بشكلٍ مقصود أو غير مقصود، وبعضها نشأ عن التعصب الأعمى وتغليب الهوى والحقد الدفين على بلد التوحيد!
لقد اعتبر البعض دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب على أنها مذهب إسلامي جديد، وأسموه المذهب الوهابي وهذا افتراء وهراء وأبعد ما يكون عن الواقع والحقيقة، والبعض أطلق على من مشى مع الشيخ لقب «الوهابيين»، والبعض نفّذ هجومه بأساليب بعيدة كلية عن الموضوعية والحضارة ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن على الرغم من ذلك كله فإن دعوة الشيخ قد أنصفتها أقلام وعقول عديدة، يضيق المجال هنا لذكرها، وللكثير منها باعٌ طويل في مجال العلم، والتاريخ، والأدب، والثقافة، كما ألّفت الكتب والمجلدات حول الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته المباركة.
إن الخطورة الكبرى تكمن حينما تطعن الدعوة السلفية في عقر دارها، ويغمز ويلمز دعوة الإمام المجدّد من أبنائه.
ومع تعدد وسائل الإعلام والاتصال الجديد يتم نقل ذلك.. ويبقى السؤال إلى متى يتم الحديث عن الوهابية وإلصاق كل ما هو سيئ بها؟!