فاطمة العتيبي
عاش السعوديون واقعا نبيلا عام 2015, إذ كانوا فرسان المعركة التي أعادت التماعات بريق السيوف وغبار المعارك، وأغنيات الحسان يصفقن للمنتصرين ويلوحن بأيديهن المزينة بالحناء، كانت اليمن أرض معد بن يكرب، أشبه بجزيرة الأحلام المختبئة خلف الجبال والأسوار المقفلة، فانتصر الفرسان وحرروا الحسان من الأسر.
هكذا يمكن للمخيال العربي أن يصور ما جرى وفق مرجعيته التراثية الغزيرة بمعارك الكرامة والنخوة والنجدة.
ينتظر السعوديون في عام 2016 والذي تحق عليه تسمية (عام الحلم السعودي) بشائر ميلاد تحول وطني تناهى لسمع كل سعودي منذ مطلع العام، وهاهو يقترب كأنما هو نجم في السماء يعبر الطبقات ويتجه نحونا تتداخل خضرته مع التماعة الفضة وبريق الالماس، حتى لكأنه أقرب أن يكون جوهرة ثمينة تتوسط تاج ملك صالح في عهود مزهرة مضت، وكأنما هبطت إلينا لتستعيد هذه الجزيرة العربية المسماة حديثا منذ مايزيد على 80عاما فقط بالمملكة العربية السعودية.
إنها كما تقول كتب التاريخ وملاحمه وأساطيره أرض مباركة تعود خضراء تملأها أنهار السعادة والرفاهية، وتكون شارة من شارات الزمان، تروي حكاية رغدها ونموها ورفاهية أهلها وتسير فيها الركبان من بلاد الهند والسند إلى أمريكا الشمالية والجنوبية ومن صقلية إلى أنطاكيا.
الحلم السعودي المنتظر ليس فيه معجزة، لكن فيه إصرار على صناعة المستقبل المختلف الذي لايشيخ ولايرتهن لحسابات المضاربين بأسعار النفط.
إنه يراهن على السعوديين ذكورهم وإناثهم وقدراتهم وصدقهم وضمائرهم وعقولهم، ويضعهم في الممر الصحيح، كي يعبروا نحو القمة التي إليها يتطلعون ويحققوا الهدف الى الآخر ليعيشوا في عدالة وسلام.
تماما مثلما يضع لاعب البولينغ الماهر كرته في الممر الصحيح لتسير بلا عراقيل وتحصد الفوز الأكبر.
لن نصفق كثيرا قبل أن نمس بأيدينا الثمرة ونقضمها وتتذوق طعمها وتشبعنا جميعا وتمد بلادنا بأكسير النماء والبقاء.
لكننا اليوم لابد أن نسكب الفرح على ظاهر أيدينا وباطنها بانتظار الحلم، فالولادات تعني مزيدا من امتداد الحياة، صحيح أن ليس كل حلم يولد يعيش، لكننا متفائلون، وسنحارب جميعا حتى يعيش حلمنا لأنه ليس حلمنا وحدنا بل هو حلم أجيالنا القادمة أيضا...
لنستمتع بلحظات الانتظار.. فما ننتظره يستحقنا ونحن نستحقه!!