سعد الدوسري
كان تعاطي الهيئة الملكية للجبيل وينبع، مع حادثة الحريق التي طالت أحد مصانع شركة الجبيل للبتروكيماويات، مستهل الأسبوع الماضي، تعاطياً احترافياً شفافاً، على الرغم من العدد الكبير للضحايا الذي بلغ 23 عاملاً، بين متوفى وحالة حرجة. ومثل هذا التعاطي يؤكد أن سرعة الكشف عن المعلومات، في حال الأزمات الكارثية، ستقطع الطريق على كل الذين يتاجرون بالأخبار المثيرة، من أجل رفع حصيلة متابعيهم.
لقد هيأت وسائل التواصل الاجتماعي، كل السبل السهلة والمريحة، لمن يريد أن يدلي بمعلومة مغلوطة، بهدف الإثارة أو إحداث البلبلة. وفي هذه الحالة، سنكون أمام حالة من الشك والريبة في معظم ما نقرأه في تلك الوسائل، وسننتظر طويلاً حتى تأتينا جهينة بالخبر اليقين. وحتى تتكرم الأخت جهينة بهذا الخبر، سنكون قد أتخمنا بالمعلومات المغلوطة والأرقام الخاطئة؛ ثم بعد ذلك، يأتي المتحدث الرسمي، ليقول لنا:
- استقوا المعلومات من مصادرها الموثوقة.
طيب يا أستاذ؛ لماذا تركتنا ننتظر كل هذا الوقت، لتطلعنا على الحقائق؟! لماذا أفسحت المجال لصانعي الأخبار الصفراء، لكي يسرحوا ويمرحوا فينا؟!
الحقيقة تظل حقيقة، مهما كانت مرّة، والسرعة في إيصالها، سيجعلها ربما أقل مرارة. ومن هنا، نشيد بكل الجهات التي تحترم الرأي العام، وتزوده بالحقائق أولاً بأول، مهما كانت تلك الحقائق والأرقام موجعة، ولا نشيد بمن يحاول أن يبدو شفافاً، فيعطينا أرقاماً أو معلومات، هي نصف الأرقام أو المعلومات الحقيقية!