سلطان المهوس
وقت إرسال هذه المقالة يسبق لقاء مفترق الطرق بين الأهلي والهلال أمس الأحد لحسم بطولة الدوري، ولذلك سيكون التحدي صعبا لدي لمجاراة اهتمام القارئ بهذا الحدث وتقديم ما قد يجاريه من اهتمام انتصار على ظروف الطباعة والتوقيت.
من المناسب الحديث عن السقوط الفني (المستوى أولا ثم النتائج) لغالبية الفرق الموصوفة بالكبيرة، والأخطر غياب النجومية الظاهرة للاعب السعودي فلا بروز لأي لاعب بين تلك الفرق بشكل لافت جدا ومستمر والأمر ينطبق على المنتخب أيضا.
لا أحد يهتم بالمعايير الرئيسية لتفوق اللاعب السعودي بناديه أو المنتخب والمقارنات التي نصنعها مع الآخرين في أوربا أو الشرق الآسيوي ظالمة وليست مقياسا حقيقيا وعلميا للمقارنة.
الحديث ليس إنشائيا فاليابان والصين وكوريا الجنوبية التي تدفع المال والجهد للتطوير الاحترافي الكروي قبلنا لم تمنع منتخبنا بلاعبين هواة من تسيد القارة والأمر ينطبق على الفئات السنية التي كانت حاضرة بقوة وأخيراً أنديتنا المتوجه بالألقاب الآسيوية بلاعبين هواة.
الأمر هنا يعتمد على فلسفة علمية نفسية تقوم أولا على فوارق الدافعية للفوز وتحقيق المنجز بين بيئة وأخرى واللاعب المحترف يحتاج لمجتمع محترف مثله لأن الروابط لا تنقطع بين الوقوف باحترام بطابور الخباز والمطعم وبين الحضور بالوقت المحدد للتدريب.
عندما تريد أن تصنع لاعبا محترفا عليك أن تصنع إدارة محترفة وعائلة محترفة وأصدقاء يعرفون قيمة الاحتراف وصحافة تعي الاحترافية بتعاملها الإعلامي ووسطا يسوده النظام وإلا سيصبح اللاعب غريبا بين محيطه ليضطر في الأخير للرضوخ هرباً من نعته بالكائن الغريب.
لم يكن ناصر الشمراني بحاجة لكل تلك الزوبعة في الفترة الحرجة من نهاية الموسم، فالتعاطي معه كمحترف لا يناسبه كما كثير من أقرانه الذين يكرهون الاحتراف بدليل مزاجيتهم العالية ومستوياتهم المتقلبة.
لو تعاملنا مع اللاعبين بنفس التعامل النفسي الذي كان يمارسه الأمير فيصل بن فهد- رحمه الله- ومن بعده الأمير سلطان بن فهد وكثير من رؤساء الأندية البارعين بنبش القوة من داخل الأجساد لرأينا لاعبين يهزمون كل معادلات الاحتراف.
ماذا فعلنا بمونديال أمريكا دون احتراف؟، ما هي نتيجة الاحتراف بالمونديالات التي تلت مونديال أمريكا؟، كيف تسيدنا آسيا بلاعبين هواة؟، ماذا أنتج الاحتراف آسيوياً بعد ذلك؟؟!.
قس على ذلك بالأندية التي تزامن توهجها مع حالة من القوة النفسية والمعنوية أكثر من القوة البدنية والفنية؟؟.
سقوط الأندية واللاعبين -مع حفظ الاستثناءات- خطير جداً جداً جداً لم يحرك ساكناً لدى أي مسؤول ولم يتم حتى مناقشته دون رسمية من قبل المهتمين.
نحن مجتمع لاعبوه يحتاجون إلى نصف احتراف والباقي كله داخل أجسادهم ينتظر الناجح الذكي الذي يستطيع إخراجه نحو التوهج والقوة.
لا تظلموا أي مدرب يأتي إلينا فمنجزاتنا أندية ومنتخبات حملت كل الجنسيات والأسماء القوية والضعيفة وبقيت قوة التحفيز وهيبة السيطرة على أرواح اللاعبين هي المقياس الحقيقي ولكم بالبرازيلي المغمور كامبوس عبرة عندما أخرج كل عظمة داخل أجساد لاعبي الشباب ليكتبوا المجد التاريخي لناديهم.
اتركوا اليابان ونظرياتهم وركزوا على اللاعب ودافعيته حتى تشاهدوا طابور الخباز منتظما وبعدها اختاروا أي نظرية تريدونها.
قبل الطبع:
ماحك جلدك مثل ظفرك