محمد السياط
حُقَّ لكل أهلاوي أن نقدم له أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة حصول فريقهم الراقي على بطولة دوري عبداللطيف جميل قبل نهايتها بأسبوعين.
هذه البطولة التي جاءت بمذاق خاص حينما انتزعها فريق الأهلي من بين أنياب منافسه الهلال، وبنتيجة تعد كبيرة بحق فريق عملاق ومتمرس بالبطولات كالزعيم. وقد استحق الفريق الأهلاوي هذه البطولة وهذا اللقب، وبعد طول انتظار، بعد أن قدم مسؤولوه المهر المطلوب لنيل هذه البطولة المهمة حينما تغلبوا على جميع العقبات التي اعترت طريق الفريق، وذللوها، فأتم الجهاز الفني والإداري واللاعبون المهمة بعد ذلك على أكمل وجه. فمن جد وجد، ومن زرع حصد.
وفي المقابل، قدم الهلال واحدًا من أسوأ مواسمه الكروية في الدوري الممتاز منذ سنوات عدة، ولولا نتائج بعض الفرق الأخرى التي خدمته لكان ترتيب الفريق في مراكز الوسط. وقد تجلت بوادر فشل فريق الهلال بتحقيق بطولة الدوري لهذا الموسم في وقت مبكر، لكن المعنيين بالأمر في الشأن الهلالي لم يحركوا ساكنًا، وأعني بالطبع إدارة النادي؛ لأنها هي المعنية وهي المسؤول الأول عن كل ما جرى.
وهنا أكرر القول: إن المعني هو إدارة النادي ممثلة بسمو رئيس النادي، ولا أعني بالطبع إدارة الكرة بالفريق؛ لأن إدارة الكرة ميئوس منها؛ ففاقد الشيء لا يعطيه..!
يُقال (ليالي العيد تبان من عصاريها). وقد ظهر جليًّا لكل المتابعين أن فريق الهلال لديه مشاكل عدة؛ تتطلب تدخلاً فوريًّا من أجل علاج هذه المشاكل التي يعاني منها، ولكن لا حياة لمن تنادي؛ إذ استمرت دون علاج ناجع؛ فعلى صعيد الجهاز الفني الذي يقوده اليوناني دونيس تجلى واضحًا أن هذا المدرب لديه قناعات فنية غريبة وعجيبة.. تارة في اختيار العناصر الأساسية، وتارة أخرى في تدخلاته الفنية أثناء سير المباريات؛ وبسبب ذلك تلقى الفريق خسائر عدة، ومن فرق أقل منه مستوى، وحتى إن فاز فبشق الأنفس.. وقد تحدثت وتحدث غيري كثيرًا عن هذا الجانب، واتُّهمنا من قبل البعض بأن ذلك سيؤدي إلى زعزعة الفريق بينما الواقع يقول إن (تخبطات) دونيس هي التي أسهمت بشكل كبير ومباشر بزعزعة الفريق.. وبنظرة فاحصة لعدد النقاط التي حصل عليها الفريق في الدور الثاني من الدوري سيتضح أن العدد المحدود من النقاط التي جمعها الفريق لا تليق بفريق يسعى لتحقيق البطولة، فضلاً عن تهميشه ثم تجميده للمهاجم ناصر الشمراني (هداف الدوري لخمسة مواسم)، وهو الذي كان يحتاج إليه الفريق كثيرًا، رغم أن ما فعله ناصر الشمراني في مشاركاته المحدودة جدًّا لم يفعله البرازيلي ألميدا، وهو المهاجم المفضل والمدلل لدى دونيس.
وقد ذهب الهلال ضحية عناد وكبرياء هذا المدرب الذي واصل عناده عندما زج بمهاجمه المدلل في المباراة الحاسمة مساء أمس الأول أمام فريق الأهلي رغم أنه مصاب؛ فكان أن خرج مصابًا في الشوط الأول؛ فخسر الفريق تغييرًا إجباريًّا لمهاجم شارك فقط من أجل إضاعة الفرص كعادته في جميع المباريات التي شارك فيها، وكأكثر لاعب وجد الدعم والمساندة من مدربه رغم فشله كمهاجم هداف تعاقد معه الهلال ليحرز الأهداف لا ليصنعها كما يردد البعض ممن يدافعون عنه وعن دونيس وقناعاته الغريبة. هذا المدرب كان محظوظًا بتدريب فريق كالهلال مثل غيره من المدربين الذين شاءت الأقدار أن يشرفوا على تدريب الهلال، فقادهم الهلال لمنصات التتويج وللوحة الشرف كمدربين حققوا إنجازات لم يكن لهم أن يحققوها لو كان فريق آخر غير الهلال. ومن هذا المنطلق أجزم وأؤكد أن فريق الهلال كان سينجح بشكل أفضل لو أوكلت مهمة التدريب في منتصف الدوري منذ أن بان الخلل وبدا واضحًا لأحد أبناء النادي من المدربين الوطنيين بدلاً من دونيس الذي فشل في استثمار طاقات الفريق بالشكل المطلوب.
ومن المشاكل التي عانى منها فريق الهلال هذا الموسم سلبية إدارة الكرة؛ فقد كان واضحًا أن فهد المفرج مع كل التقدير له لم يكن الإداري المحنك الذي يعول عليه مع فريق له باع طويل في البطولات كالهلال الذي يحتاج لمدير كرة ذي شخصية مميزة، وله كاريزما خاصة، تتناسب مع فريق بحجم الهلال. وقد اتضح أن (فاقد الشيء لا يعطيه)؛ فمنذ التصريح الشهير للمفرج، الذي قال فيه إن المدرب دونيس هو ضالة الهلال، بينما الواقع يقول عكس ذلك، أدركت كغيري أن فهد المفرج لم يكن المناسب لإدارة الكرة بفريق الهلال، وهذا الرأي الفني لا يقلل من شأنه كرجل له احترامه وتقديره، لكنه كمسؤول إداري للفريق لم يحرك ساكنًا تجاه الرياح التي عصفت بالفريق، سواء من قِبل الجهاز الفني بقيادة دونيس أو من قِبل بعض اللاعبين الذين هان عليهم اسم الهلال فخذلوه وخذلوا محبيه في مباريات عدة، بينما كان بإمكانهم تجاوز أخطاء مدربهم، خاصة في تلك المباريات التي فقدوا فيها نقاطًا مهمة مع فرق تقل عن مستوى الهلال بكثير، عكس ما كان يفعل لاعبو الهلال سابقًا ممن كانوا يحترقون من أجل شعار ناديهم، وكان شغلهم الشاغل إسعاد جماهيرهم وإعلاء شأن ناديهم، ولم يكونوا متعالين بالملعب، ولم يكن لديهم اهتمامات بالسناب شات، وما أدراك ما السناب شات..!!!!
وأخيرًا.. تبقى المسؤولية الكبرى على إدارة النادي ممثلة بالأمير نواف بن سعد، الذي لا يمكن أن يكون غافلاً عما جرى، وهو الإداري المحنك؛ لذا يؤخذ عليه أنه قابل ما جرى بصمت، وعلى طريقة (المدرب أبخص)، لكنه لم يوفق في ذلك، فوقعت الفأس بالرأس..!!
على عجل
o سيناريو مباراة كأس ولي العهد بين الهلال والأهلي تكرر في لقاء الفريقين أمس الأول عندما تألق الهلال بالشوط الأول، و(خبص) دونيس بالشوط الثاني، لكن الأهلاويين تنبهوا هذه المرة، واستغلوا ذلك، وما كل مرة تسلم الجرة يا دونيس..!!
o مدرب يخسر من المنافسين ذهابًا وإيابًا، ويخسر من فرق أقل من إمكانات فريقه رغم الأسلحة القوية التي يمتلكها، هذا دليل إفلاسه فنيًّا..!
o ناصر الشمراني هو من خطف كأس ولي العهد لمدرب (التدوير والانضباط)..!!
o فريق الهلال يحتاج لغربلة تبدأ بالمدرب مرورًا بمدير الفريق، وانتهاء ببعض اللاعبين..!
o ختامًا.. ألف ألف مبروك للأهلاويين.. ولا عزاء للهلاليين..!