فهد بن جليد
مؤخراً شاهدتُ تقريراً تلفزيونياً يوضح سبب حيّاكة (الأزرار الزائدة) على جيوب (بناطيل الجينز) كتقليد عالمي؟ تتقيد به مصانع خطوط الموضة، فكُّل (بنطال) لا تُخاط على حوافه (أزرار) هو (بنطال ناقص)!.
هذه (الأزرار) وضعت أول مرة لحماية (جيوب بناطيل) العمال من التمزُّق أثناء العمل عام 1829م، وبقي هذا التقليد مُتبعاً حتى اليوم، رغم ارتداء (الأثرياء والأغنياء) له!.
ما دفعني لذكر ذلك هو ما يتعرض له (الثوب السعودي) من تشويه بين فترة وأخرى، بظهور نسخ مُتعددة لم تستطع الصمود، أذكر قبل عدة سنوات ذهبت لمُقابلة رجل مُهتم (بالآثار) و (الموروث الشعبي)، وبعد أن (دلفتُ) إلى منزله، وبالمناسبة هي غير (ذلفتُ) فالأولى تعني الدخول، والثانية تعني المُغادرة (بخفي حُنين) غير محسوف عليك!.
مالكم في الطويلة - يارعاكم الله - حدّثني الرجل بنبرة حزن عن أهمية الحفاظ على (موروثنا الشعبي)، وأسهب - نفع الله به - في شرح كيف فرَّط شبابنا - أصلحهم الله - في ذلك؟ أعدكم أن (الشرّطتين الأخيرتين) لن تتكررا في ما بقي من المقال، المهم أنني شعرت بأهمية ما يقول عن تميّيع التراث والزيّ الوطني، بإدخال بعض القصّات والألوان على (الثياب الشبابية) بمساعدة المُصمّمين التجاريين، الذين يبحثون عن الربح فقط!.
الصدمة كانت عند مُحاولة إخفاء سلك (النك مايك) داخل ثوب الضيف حتى يتحدث أمام الكاميرا، عندما همس في أذني المصور قائلاً (مابتزبط خيو)، أفا ليش يالحبيب؟ فقال الضيف استبدل أزرار ثوبه (بسحاب أمامي)، عندها تداركت الأمر وصرخت (قاتل الله التقنية) لا يُمكننا إجراء المُقابلة لأن الكاميرا أصابها عُطل، سنُعاود لقاءك في أقرب وقت لتُحدّثنا عن دورك في الحفاظ على شكل (الزّي الوطني)!.
أبشركم (زبّطت) ولم أره بعدها؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.