رمضان جريدي العنزي
محمد بن سلمان.. لديه طموح الرؤية والعزيمة والإصرار، يحمل قالباً ويقيس عليه، لا يعرف السد والحاجز، ولا يعترف بالمصدات والمعاقات، لدية ثقافة شاملة بالتجديد، يريد أن يخرج بنا من عالم التكلس العقيم، إلى عالم الفضاء والبهاء، يملك ما يفعله،
ويعرف ما يفعله، وما يقدمه على الصعيد، حكيم لذلك لا يستعير موقع الحكيم، لا يجهل الحقائق ولا طبيعتها ولا حدودها، يعمل بصمت، ولا ينصت لبهرجة الكلام، تغلب عليه حركة النهوض، بوصلة اتجاهاته نحو التغيير والتطوير ومواكبة عقارب الساعة، وواقع الحال، يستوفي الشروط، وغني بالديناميات الضرورية، لإنجاز الطموح والمهام، يعي الهموم والتطلعات، ويستشرف الآتي بدقة متناهية، يقرأ اللوحة والكتاب والعيون والديوان، ما يقوله يمكن أن يكون، ويصبح حقيقة، لدية الدليل والبرهان، ويعرف خاصية النتيجة، رؤيته منبثقة من حيثيات الواقع وشروطه وتوازناته، وبأدواته المتاحة، يتحدث عن رؤية ونهضة العقد القادم، عمله إصلاحي متوازي، ويعرف كيف يفعل، وكيف تكون النتيجة باهرة، رؤيته مشروع ثورة عمل على العقم والتكلس البائد بكل تجذر معانية وأوجه وأشكاله، لا يحب الهامش والتهميش والحبو والظل، يعرف بأن القعود الطويل بلا حركة ممل ويجلب السقم ولا يفيد ولا جدوى منه، رؤيته ظاهرة حكيمة، ولها بعد إستراتيجي، لها نكهة الاستنكاف من وعثاء ماضوية قديمة، يحمل الفانوس والشعلة والمشعل، ويريد أن يركض بنا نحو بحيرات وروابي وجزر، كل الثورات دموية بحتة، ولها وجه الخراب، وحدها ثورة -محمد بن سلمان- ثورة فكرية عملية ونظرية، ثقافية تاريخية شاملة، يريد أن يقودنا نحو المنافسة والإنتاج والعطاء والتقدم، ويمنع عنا الشخير الطويل، والاسترخاء الممل، يملك الآلية والنمط التي تؤهلنا للوصول إلى القمم، وإلى مجتمع مشارك وفاعل ومنافس وناهض، نبوءاته النظرية، خيارات بنيوية ستتولد على السطح، يكره العجز والجمود، ولا يوجدان في قاموسه اللغوي، ولا قاموسه العملي، فالحال الراهن لا يحبذ هاتين المفردتين، بل يلفظهما لفظاً تاماً، لديه رؤية منشودة، مؤطرة بالانبعاث، لا يترك الأشياء لمصادفة الزمن، شديد التمسك بالواقع، والحال الملموس، مدهشه هي رؤيته في زمن نحن بحاجة قصوى لها، فيها عقلانية احتواء بمفهومها التام، فيها حالات استثنائية باهرة، فيها صعود جديد، وألق جديد، وشمس جديدة، وربيع مزدان، مفهومها جديد، ونكهتها مختلفة، لها دلالات وصور تتشكل في الأفق، وتتميز بالتفاعل وبالانتماء المواكب لعالم جديد، يعمل بلغة جديدة، وآلية جديدة، وفكر معاصر جديد، ونصوص جديدة، لا يريد للفانوس أن يخبو ضوؤه، لتجيء العتمة، لذا نراه يمده بالوقود الكافي بلا كلل، ولا ملل، ولا يأس، ولا إحباط، رؤية -محد بن سلمان- تحول نوعي مواكب مع مقاربة فكرية للواقع العالمي، إنها فعل تاريخي، يتمتع بعناصر الحضور السريع، والنتيجة السريعة، ستكون تجسيداً لواقع ضروري وملح ولا يقبل التسويف والتأجيل، في عالم تتقارب فيه التفاعلات والتصورات العملية منها والفكرية، السياسية منها والاقتصادية، لا بل حتى الهموم والنظم المشتركة والمختلفة، الأمر الذي لا يقبل التجديف عكس التيار، أن الرؤية صارت حاجة ملحة وضرورية، إنني أستطيع القول بأن الرؤية المطروحة، والتي سيعمل بها حالاً سترقى بنا نحو الأفق بتواصل تام، لكنها تحتاج إلى منابر إعلامية مكثفة لتوصيلها للمتلقين بشفافية تامة، وأطروحات متوالية ومتتابعة، علينا أن نتصرف على هذا الأساس، عقد المحاضرات، صياغات البيانات، خطب الجمع، ومناهج التعليم، كل هذه الأشياء ستساهم مساهمة فعالة في إيصال رسالة الرؤية بشكل واضح ودقيق، وجعلها مترسخة في ذهنية الناس، إننا نحتاجها كل على حده، ونحتاجها مجتمعة وموحدة، نحن فعل في انتقالة نوعية، على المستوى الفكري والثقافي والعملي والطموح المشترك، يجاري ويستوعب الانعطافة العالمية القائمة، وهذه الرؤية مقوم أساسي وأصيل فيها، ولكي نرتقي كما نريد ونبتغي ونأمل، علينا العمل بموجبها بلا تمهل ولا تسويف ولا تباطؤ كل وفق موقعه وعمله ودوره.