جاسر عبدالعزيز الجاسر
في الوقت الذي احتفى العالم المتحضر المحب للخير وتنمية الأرض والإنسان بالرؤية السعودية 2030 التي تكشف البُعد الإنساني والحضاري للقيادة في المملكة العربية السعودية، ونهجها الدائم لتجسيد الفكر الإسلامي الذي يرتكز على الفهم الصحيح للشريعة الإسلامية، والتي تترجم التوجيه الرباني للإنسان الخليفة الوارث للأرض بأن يستثمرها لخير الإنسان وبالتنمية والتطوير، لتكون خير مكان للمرء حتى يعبد خالقه الذي أكرمه بأن جعله خليفة للأرض لتطويرها وجعلها مكاناً للخير وليس للشر.
هكذا فهمت قيادة المملكة العربية السعودية منذ إنشائها على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل وهي تعمل لخير الإنسان في آخرته ودنياه، وسارت على هذا النهج في توازن حقق الفائدة للدين والدنيا، ولم تنحصر فائدته على أبناء المملكة وحدهم بل امتد للعرب والمسلمين جميعاً بل وحتى لخير الإنسانية، وهو ما امتد إلى يومنا هذا ليأتي إطلاق رؤية المملكة 2030 مجسداً كل هذا، حيث بدأت انعكاساته الإيجابية تنثر فوائدها حتى إلى خارج المملكة من خلال التوسع في إنشاء مجالس الشراكة الإستراتيجية مع الدول العربية والإسلامية الشقيقة.
هذا هو نهج المملكة العربية السعودية التي تسير على النهج الصحيح للإسلام والمسلمين، يعمل مواطنوها وقبلهم قيادتها لآخرتهم ودنياهم معاً دون تفريط أو غلو في توازن المؤمن الذي يعرف واجباته وما عليه لربه ولوطنه ولأهله ولجسده.
وبما أن الأعمال هي التي تظهر صدق التوجه ونتائجها تعزز النهج الصحيح، فإن ما قامت به المملكة العربية السعودية بدءاً من رعايتها وخدمتها للحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية وتهيئتها لاستقبال ملايين المسلمين من عمَّار وزوَّار وحجاج يؤكد نهجها الصادق لخدمة المسلمين، هذه الخدمة التي امتدت لكل بقاع المسلمين، بل إن أقطاراً إسلامية ومواطنين مسلمين يحظون بالرعاية أكثر من السعوديين، وهذا واجب لا تتبعه منَّة، وليس توظيفاً سياسياً تتبعه كثير من الأنظمة التي تدعي الانتماء للإسلام وهم وبال عليه.
ولأن الأفعال تفضح النيات وتكشف الخبيث منها مهما حاول مرتكبوه إخفاءه، أراد الله أن يفضح ملالي إيران بألسنتهم، ففي توقيت كشف الفارق بين من يعملون الخير وينشرون النماء، وبين من يسعون للشر والدمار، إذ بعد إعلان المملكة الرؤية السعودية 2030 يكشف نظام ملالي إيران عن الخطة العريضة لما أسماه مستشار خامنئي العسكري وقائد الحرس الثوري الإيراني السابق الجنرال رحيم صفوي، والتي تتضمن تقديم الدعم العسكري والمالي لحزب الشيطان في لبنان حزب حسن نصر الله، ودعم نظام بشار الأسد ومساعدته في قتل شعبه، ومواجهة الأكراد في العراق لإخضاعهم لمد طريق هلال الصفويين الرابط بين إيران وسوريا.
صفوي وفي تأكيده على تبني ملالي إيران نشر الفوضى والحروب في المنطقة العربية، أعلن أن طهران ستعمل على نقل إستراتيجية إيران إلى دول المنطقة، مشدداً على الأهمية الجيوسياسية لمنطقة غرب آسيا.
هكذا يكشف الأشرار عن مخططاتهم وتوجهاتهم ليفرض على كل عاقل أن يقارن بين سعي المملكة لنشر الخير والنماء ورفع شأن الإنسان المسلم، وبين من يعمل على نشر الحروب والفوضى والإرهاب في بلاد المسلمين.