فهد بن جليد
36 يوماً تفصلنا عن دخول شهر رمضان المبارك، سيزداد فيها التوتر النفسي لدى ربات البيوت السعوديات، مع تفاقم أزمة (الخادمات) وشح وفرتهن، واضطرار الأسر السعودية للاستعانة بخادمات مُخالفات لنظام (الإقامة والعمل)!.
هل يملك مسئولو الوزارة (الشجاعة اللازمة) ليخرجوا على الناس، ويخبروهم كيف يسّدوا احتياجهم المنزلي دون (مُخالفة النظام)؟ مع مماطلة وكذب مكاتب الاستقدام؟! فالخيارات المطروحة قليلة؟ والمواعيد مضروبة؟!.
أحد الأقارب طلب خادمة آسيوية يكون عمرها ما بين 25 - 30 سنة، تقرأ وتكتب، لم يسبق لها العمل، مقبولة الشكل، وبعد مُمّاطلة المكتب له لنحو 9 أشهر، وصلت الخادمة قبل شهرين، ولم ينم جميع أفراد العائلة (تلك الليلة) خرجوا جميعاً لاستقبالها بالورود في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وكانت المُفاجأة في انتظارهم؟!.
وصلت الخادمة ولكنها (كبيرة في السن) في حدود الخمسين عاماً، تعاني ضعفاً في النظر (تلبس نظارة)، وتشكوا من آلام مُزمنة في الظهر والبطن، ولا تعرف القراءة أو الكتابة، وسبق أن عملت في عُمان، ثم في قطر 5 أشهر فقط قبل أن يتم تسفيرها لعدم صلاحيتها، ومع ذلك شعرت العائلة السعودية (بخيبة الأمل)، واضطرت القبول والتعايش مع هذه (المرأة المُسنّة) بينهم، دون تحمِّيلها أي أعمال مُرهقة مُراعاة لعمرها وظروفها الصحية، وكان رد مكتب الاستقدام بكل (برود) إذا لم تناسبكم نسفرها ونأتي بغيرها، ولكنها ستتأخر 6 أشهر أخرى على الأقل؟!. طالبنا كثيراً بفصل مسألة استقدام (العاملات المنزليات) تحديداً عن مهام وسُلطات وزارة العمل، كون الوزارة مُثقلة أصلاً بملفات كبيرة مثل تطبيق السعودة، إصدار التأشيرات للشركات والمؤسسات، أما ما يخص (السائقين والعاملات المنزليات) فتلك قصة مُختلفة، تحتاج جهة (مُستقلة) تستطيع المُضي بجدية في مجال الاتفاقيات والاستقدام. الأسرة تستعد (لرمضان) هذه الأيام بالبحث عن (خادمة مُخالفة) تُساند (الخادمة النظامية) العاجزة أصلاً عن أداء مهامها المنزلية، على طريقة (ابتلينا .. بدنيا غبرة وبخت مايل)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.