رقية الهويريني
كان الاستقبال لبعض كتاب الرأي والمثقفين في مجلس الشورى باذخاً والمكان مهيباً، وحرص الرئيس الدكتور عبد الله آل الشيخ على لقائهم والحوار معهم والترحيب بهم بالأسماء تحت القبة وإبداء الرغبة في الشراكة بينهم وبين المجلس.
وبعدها تم عقد لقاء بين بعض أعضاء المجلس والكتّاب ضمن الاستراتيجية الإعلامية والاتصالية لتعزيز التواصل مع مختلف شرائح المجتمع. وقد تحدثت كاتبة هذه السطور عن توتر العلاقة بين مجلس الشورى والمجتمع برغم محاولته ردم الفجوة التي تتسع بينهما، لاسيما بعد كل تصريح مستفز من لدن بعض الأعضاء، أو خلال مناقشات المجلس التي لا تخلو موضوعاتها أحياناً من الطرافة!
وفيما يصف رجل الشارع العادي مجلس الشورى بالضعف أو يقلل من دوره لأنه لا يتماهى مع تطلعاته ولا يستجيب لمتطلباته، فإن المجلس - في الوقت ذاته - لا يسعى للتوضيح وإزالة الغموض الذي يحيط بسياسته وما يتعلق بقراراته. في حين أنني لا ألوم رجل الشارع البسيط عن نظرته السلبية للمجلس؛ فإني أعتب عليه بعدم ردم الفجوة التي أحدثها بنفسه حينما عمد إلى ظهوره الإعلامي المكثف عبر نشر وعرض جلساته من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وقنوات التواصل الاجتماعي وتواجد أعضائه في كل محفل، ومشاركتهم في برامج القنوات التلفزيونية وهم ينظّرون ويبدون آراءهم حول كل شاردة وواردة! فضلاً عن الأبهة التي يحيطون أنفسهم بها ومظاهر الترف المبالغ فيها، وتلك المميزات المالية التي تمنح للأعضاء مما يثير حفيظة الناس عليهم، ويسبب حنقهم واستفزازهم لأنهم يشعرون أن أولئك يعيشون في برجٍ عاجيٍّ بينما المواطن يبحث عما يسد احتياجاته البسيطة.
وإني أرتئي من المجلس توضيح سياسته وهدفه، ومواجهة الناس بأن مهمة الشورى مناطة بالملك وهي عضيد الحكومة ومستشارها والاستئناس بآراء الأعضاء قبل استصدار قرارات حكومية تحتاج دراسة متأنية، وأنه ليس برلماناً أو مجلساً للشعب يعرض فيها طلبات الناس ويتبادل فيها الأعضاء الآراء حولها مثل المجالس الدولية الأخرى! وطالما هو خاص بالحكومة فإن من حقها وحق الملك اختيار من يراه مناسباً وعدم ترك ذلك للترشيح والانتخاب.
ولو فهم الناس هذا الأمر لهدأوا ولتوقفوا عن نقد المجلس وتجريح أعضائه والسخرية من بعض قراراته، أو حتى الإشادة ببعض مقترحاتهم التي تلامس مشاعر الناس وتدغدغ عواطفهم.
والحق أن المجلس قد أصدر قرارات مصيرية تصب في مصلحة المواطنين مباشرة مثل استصدار قرار يقضي بوجوب حصول المرأة على بطاقة عائلية لها ولأبنائها، وتمديد جواز السفر ورسوم الأراضي.
أرجو ألا يكون المجلس قد ندم على الاستضافة وتراجع عن الإستراتيجية بسبب الشفافية التي تمتع بها كتاب الرأي في ذلك اللقاء الشفاف!.