عروبة المنيف
لقد لاقى خبر السيارة «EZ10» ذاتية القيادة «بدون سائق» في المجتمع السعودي اهتماماً غير عادي وخصوصاً لدى النساء المتعطشات للاستفراد بسياراتهن بحيث لا يقاسمهن في ركوبها السائق الأجنبي، تلك السيارة الذكية كانت قد أعلنت عنها إمارة دبي، وبأنها ستساهم في تغطية ما يقارب الـ20 % من رحلات التنقل بحلول عام 2020م.
الآمال معقودة على تلك السيارة بعد الإحباطات المتكررة في عدم إمكانية المرأة من الإمساك بمقود السيارة، فالتقنية دائماً تجبر الخواطر، فهي من ستسمح لنا بالتفرد بسياراتنا والجلوس أينما نشاء وكيفما نشاء داخل سياراتنا، فالخيار سيصبح متاحاً لنا في التصرف بدون ذلك «العزول» المفروض علينا بخلفياته الثقافية والاجتماعية والتي تكون غير متوافقة معنا في معظم الأحوال.
سيقول قائل: افرحن يا نساء بلدي، ها هي التقنية بكل إبداعاتها قد ساهمت في حل جزء كبير من مشاكلكن، فهذه سيارة لن يشارككن بها أحد، إنها لكنّ وحدكنّ ، ومن حقكنّ التصرف بها أخيراً كما تشأن وبدون «عزول» فقد أصبحت حرية التنقل لوحدكنّ متاحة لكن الآن «فصبراً آل ياسر»، والأربع سنوات ليست بالكثيرة، فقد اعتدتن على «عقد الآمال والترقب» منذ عقود من الزمن. حسناً، أنا أتفق مع تلك المقوله في عقد الآمال والانتظار فقد اعتدناهما، ولكن بعد مرور تلك السنوات الأربع، وعلى افتراض دخول تلك السيارة إلى السوق السعودي!، من ستكون لديها الاستطاعة في اقتناء تلك السيارة؟.. والتي من البديهي أن تكون عالية الكلفة وغالية الثمن! فهي عالية بالتكنولوجيا!، مرة أخرى إنها» الملكة» صاحبة ذلك الامتياز في الحصول على تلك السيارة، فهي تستطيع امتلاكها لأنها ليست بغالية الثمن عليها، ولكن تلك «الملكة المحظوظة» في إمكانية اقتنائها لتلك السيارة هي في الأصل معارضة لفكرة» قيادة المرأة للسيارة» ولا تريدها.
إن «قيادة السيارة» ليست لتلك الطبقة النسائية «الأسيرة المترفة» «الرافضة للقياده» إنها «للطبقة الساحقة» التي لم تكن القيادة بالنسبة لها «خياراً» بل فرضاً، هي مطلب حيوي يمس حياتهن ومعاشهن وقرشهن الذي يكسبونه بكدهن وتعبهن ليأتي السائق في نهاية الشهر ويستولي على معظمة!.
على الرغم من الكرم التقني الذي يتحفنا يوماً بعد يوم بالاختراعات الخلاقة التي «تجامل إعاقاتنا»، إلا إننا على الرغم من ذلك ما زلنا بحاجه لذلك المقود الذي ينادينا حتى لو تم اختراع سيارات طائرة، فالتقنية المكلفة في صالح من لا يحتاجها من «القادرات»!.