هدى بنت فهد المعجل
رغم النعم بين أيدينا، ورغم تطويع أغلب الطبيعة لصالحنا، رغم كثرة المسليات والملهيات والأشياء الممتعة في الحياة من اجهزة وإليكترونيات، رغم كل هذه الأمور بين أيدينا إلا أنّا أغلبنا يعاني الملل، يشتكي الفراغ، يتذمر من عدم إحساسه بالسعادة ، أو أن عمر السعادة والفرح بداخله مؤقت لا يلبث إذا حضر أن يزول. إحساس يوقظ الطاقة السلبية في داخل الإنسان بالتالي يضاعف من الشعور بالملل، والفراغ، ويكثر التذمر، ويطيل في عمر هذه جميعاً بالتالي يقل عمر السعادة وزمن الفرح بداخل الفرد. هل السعادة فكرة؟ أم أن السعادة مقدار ما تحقق لنا من متع الحياة وجمالياتها، وما دان لنا من خيراتها ونعمها؟.
السعادة فكرة لا علاقة للظروف بها. بدليل إمكانية مواجهة فقير يملك مدّك بطاقة إيجابية لا يستطيع غني أن يمنحها لك. كم من فقير بث فينا السعادة بتلقائيته وعفويته وبدون تكلف أو تعمّد إسعادنا. في حين تجمعنا الظروف بغني نجد أن السعادة تفلتت منه وما تبقى منها ربطه بغناه وقصره وسيارته الفارهة. ليس كل الأغنياء على هذه الشاكلة. ولا كل الفقراء يرسلون السعادة إلينا. القصد أن السعادة فكرة إذا سكنت ذهن الفرد لم تهتم إن كان فقيراً أو ولد غنياً. أيضاً ليس معنى كلامي أن نجلس لاستمداد السعادة من أحد، وطاقتنا الإيجابية قادرة على مدنا بها تلقائياً وعفوياً. كل ما نحتاجه أساليب نرفع بها الطاقة الإيجابية، فإذا ارتفعت تحققت لنا السعادة في أبهى صورها وعم الحب بداخلنا، حب الله تحديداً.
قبل مدة كنت أقرأ في كتاب انتهى بي إلى استخلاص ما يقارب 14 طريقة يمكنها مدّنا بالطاقة الإيجابية : 1- الابتسامة وقد أضحت علم يدرس وفن يمارس لتحسين العلاقات الاجتماعية حيث اعترف بها في بداية القرن العشرين وسميت علم نفس الضحك. يقول المثل الصيني: إن الذي لا يحسن الابتسامة لا ينبغي له أن يفتح متجراً. يقول العلماء: إن كل إنسان منا لديه مواد كيميائية خاصة تفرزها أجهزة جسمه عندما يتعرض للخوف أو الحزن أو الكآبة أو القلق. هذه المواد تكون في أدنى مستوى لها عندما تنظر لشخص قدم إليك وهو يبتسم في وجهك! لماذا؟ لأن هذه الابتسامة قد أزالت من ذهنك أي خوف أو قلق حول هذا الشخص. وبالنتيجة نستخلص أن الابتسامة هي أسلوب مهم للنجاح في الحياة. وتقول دراسة حديثة بأن شعور المرء بالسعادة يجنبه الإصابة بنوبات القلب وأمراضه وبالسكتة الدماغية والإصابة بداء السكري بل وبالبدانة أيضاً وأمراض العقل باختلاف أنواعها وأنها تطيل عمر الإنسان بمقدار 12 سنة بعد مشيئة الله. والسبب وراء ذلك بسيط للغاية فإن السعداء من الناس يفرزون كميات قليلة من هرمونين رئيسين للتوتر المضر بالصحة تسارع بشيخوخة كل عضو في جسم الإنسان. وغيره من الكلام الطويل والكثير عن مفعول الابتسامة. 2- مجالسة الأطفال ومداعبتهم وتقبيلهم ففي أرواحهم الطاهرة البريئة شحنات إيجابية. 3- التفاؤل بالخير والقضاء والقدر. 4- الابتعاد عن الأماكن المزعجة والأشخاص السلبيين. 5- الصفح والمسامحة والتغاضي وتنقية القلب يبعث الطاقة إيجابية. 6- الأرض تسحب الشحنات السلبية بالتالي السجود على التراب مباشرة يحقق لنا سحب تلك الشحنات منّا وضربوا مثالاً بالسلك الكهربائي الذي يمد في المباني لسحب شحنات الصواعق على الأرض. 7- تخيل ضوءا أبيضا يدخل إلى جسدنا وينتشر في جميع أرجائه ويشكل هالة حولنا سيشعرنا بطاقة تغمرنا. 8- الذهاب إلى الشاطئ أو إلى مكان مفتوح أو بين بين الجبال والعمل على تصفية الذهن من أي أفكار سلبية والاستمتاع بجمال المكان سيشعرك بطاقة إيجابية تجتاح جميع أجزاء جسدك. 9- تحرير الدماغ من الأفكار والمعتقدات التي لم تعد في حاجة إليها. 10- الاستمتاع يومياً وتشجيع النفس على حب الحياة، وفي دراسة تؤكد بأن الدماغ يحتاج إلى30 يوما على الأقل, لتبني أي فكرة أو أسلوب جديد في الحياة, لذا عليك تأكيد قراراتك الآن وعدم تأجيلها لوقت آخر أو عدم التسويف. 11- محاولة التقليل من تكريسلكثير من الجهد والاهتمام بأشياء تزعجك ولا ترغب بها, وستشعر حتماً بالخفة والمزيد من التحرر. 12- عمل حمام بالملح البحري وفرك جميع أجزاء الجسد بالملح البحري سيساعدك على مسح الجسد من بقايا الطاقة السلبية العالقة به. 13- المشي على التراب بقدم حافية يساعد في سحب الطاقة السلبية من الجسد. 14- ممارسة الرياضة تساعد على تجديد طاقة الجسم وطرد الأفكار والطاقات السلبية وتساعد على زيادة التركيز والاسترخاء والنوم الجيد. أشياء بسيطة جداً يمكن للغني والفقير الصغير والكبير المرأة والرجل الإتيان بها بالتالي طرد طاقات سلبية عاثت في هيئة الإنسان ولعبت بأفكاره أو شوهتها وأضعفت علاقته بالحياة والناس وقبل ذلك بنفسه وبالله أولاً وأخيراً.