ميسون أبو بكر
تحدثت في مقالات سابقة عن اهتمامات مملكة المغرب الشقيق بالسياحة الطبيعية والتراثية واعتمادهم مكونات الأرض والطبيعة الخلابة التي تبهر السائح والزائر لديارهم, وعن السحر الكامن في الأشجار الطبيعية التي يستخلصون منها زيوتا وكريمات تجميل والصابون المشهور هناك والذي يعبر القارات بوصفات مجربة ليباع بأسعار ليست زهيدة.
وما استدعاني اليوم لكتابة هذا المقال هو المعرض الدولي بمكناس للفلاحة الذي يختص بشجرة الأرجان المشهورة في المغرب والذي يستعرض دراسات عن الأرجان ومنتجاتها واشتغال الفلاحين بها وقد دعي إلى المعرض من المملكة أعضاء جمعية المورينجا التعاونية.
المورينجا؛ «عشبة الحياة» كما أطلق عليها الأوروبيون وفي مسميات أخرى الشجرة المعجزة والتي أوصت بزراعتها منظمة الغذاء والدواء العالمية لمكافحة الفقر والأمراض والتي ظهر أنها تضاهي شجرة الأرجان الشهيرة في المغرب إن لم تكن تتفوق عليها أهمية وفائدة.
أن نعود إلى الطبيعة وإلى كنوزها سواء في الاستفادة من خيرات الشجرة أو استخدامها كمصدر جمالي وظلال بخاصة أن هذه الشجرة تكتفي بمياه الأمطار ولا تحتاج إلى مياه كثيرة وتزرع في الجبال والصحاري.
المورينجا أو ما تشتهر باليسر في المملكة هي غذاء ودواء وهي موجودة منذ عهد الفراعنة في مصر وتسعى شركة نيو إنيرجي لزراعة 46 فدانا إضافية منها بكاليفورنيا بأمريكا.
وفكرة إنشاء جمعية المورينجا السعودية تخدم زراعة هذه الشجرة وانتشارها وكذلك استفادة وتشغيل الأسر المنتجة وهي تقرب إلى الذهن فكرة الحاجة الى جمعيات تعاونية يمكنها أن توفر مصدرا للعمل للأسر المشتغلة بالزراعة وصناعة منتجاتها، وتنظم زراعة الشجرة وإنتاجها.
شجرة الأرجان في المغرب تنوعت مصادرها وتطلعت لها أوروبا التي صنعت منها المنتجات التجميلية التي ذاع صيتها وليست شجرة المورينجا بأقل نتاجا فهي للعسل والزيت والشاي والمنتجات التجميلية كذلك ويمكننا جعلها سلعة عالمية متعددة الإنتاج.
ما زال حاضرا بذهني الكثير من المشاريع التي تنادي بالتشجير، وشجرة المورينجا شجرة قليلة الحاجة إلى المياه ولها فروع وارفة يمكن أن تضيف شكلا جماليا ومساحة خضراء جميلة ومهمة.
في مناطق المملكة المختلفة نشطت فكرة الأسر المنتجة لكن استغلالها من قبل البعض بمفهوم خاطئ لم يحقق الاستفادة الواعية والمجدية في هذا الموضوع، ولعله من خلال جمعية المورينجا السعودية يكون هناك تنظيم وتحقيق للمفهوم الصحيح للأسر المنتجة.
من آخر البحر
لو أنها انتظرت عيون الشمس ما نام النهار
لو أنها تبعت فحيح الريح ما ضل الكلام
لكنها..
لما تدلى الورد من شرفاتها
قطفت براعم حلمها
وتنهد النوار من طيش الأنام