د. خيرية السقاف
ماجد الشبل علامة مميزة في الإعلام المرئي, والصوتي في تاريخ إعلامنا..
ماجد الشبل نموذج فريد للإذاعي المثقف, المتمكن من لغته, الحريص على سعة خبرته,
المجتهد في إثراء معلوماته..
ماجد الشبل الفذ عند الظهور, يدير الحوار باقتدار, يتلو الآية بتأثير, يشدو بالدعاء في خشوع ..
وبتمكّن يلقي القصيد, وبفصاحة يقرأ الأخبار,
ماجد الشبل بوعي يدير الإشراف, وبمثالية يتصرف مع مختلف الأطياف,
ماجد الشبل يمثِّل جيلاً لا يتكرر لمرحلة الرجال الذين صنعوا مجداً للإذاعة, والتلفاز,
من سطروا قيم العمل فيه, وأسسوا لأخلاق الجهد والاجتهاد..!
لا يتكرر ماجد الشبل وإن حذا نحوه المحدثون ..
لا يتكرر ماجد الشبل وإن اجتهد المجتهدون في ذلك..
مات ماجد الشبل رحمه الله
مات ماجد الشبل وتيتمت بعده «الحروف» تلك التي تنتظر الباحثين ليخرجوها من أقنية الإذاعة, ودواليب التلفاز.
مات ماجد الشبل ولا يزال صوته تتجلى به نفحات الروح بعميق الكلمات ترتفع بالرجاء,
وتبتهل بالدعاء..
مات ماجد الشبل وله مع الشعر رحلات في فسحات المدى بصوته المميز, ولسانه العربي القدير لا يلْحن..
مات الصابر الصادق, الماجد العفيف, الواثق الشفيف ماجد الشبل ..
مات ذو النقاء, والصفاء, والثقة, والبذل, والبناء, والعطاء..
ولن يموت ذكره, لن يطوى أثره, لن تغيب شمس عطائه في تاريخ الإعلام..
رحمه الله هذا القدير رحمة الأبرار وقد مضى بصبره, وصمته, وألمه, وأثرته, وزهده..
العفيف النفس, الشفيف الحس ..
مضى ماجد الشبل وبقيت له في سلة الإعلام ثمار ...
وله في تاريخ الإذاعة والتلفاز قواعد, وعمار..
رحمك الله ماجد الشبل, وأكرم نزلك, وفي جنات الخلد يسكنك ..
رحمك الله وخصك بعفوه, ومغفرته, ومرضاته..
و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.