سعد الدوسري
كانت الزميلة ريما الشامخ، واحدة ممن فتحنْ الأبوابَ الأولى للمذيعات التلفزيونيات السعوديات في قناة «الإخبارية». وكانتْ قبلها من المهمومين بالصحافة، ومن المؤمنين بدورها في خلق التواصل مع قضايا الناس اليومية، وساعدها في ذلك البيئة الصحفية المميزة التي كانت تعيش فيها، ويمثّل تلك البيئة زوجها الزميل محمد التونسي، الذي كان يتنقّل طيلة حياته، من محطة ناجحة إلى أخرى.
نجحت ريما كمراسلة، واستطاعت أن تلفت نظر العديد من المسؤولين بحجم احترافيتها، وبحرصها على الإلمام بتفاصيل المواضيع التي تتناولها. ثم توّجتْ تجربتها، بتقديم برنامجها «برسم الصحافة»، الذي لفت كل الأنظار إليها، وجعلها تصعد سريعاً سلم النجومية التلفزيونية. وفقط الذين سنحتْ لهم فرصة المشاركة في هذا البرنامج، سيدركون مَنْ كان يصنع نجاح هذا البرنامج، ومن كان يشرف على أدق تفاصيله، سواءً في الإعداد أو في اختيار الضيوف؛ كانت هي وحدها.
لقد كان نمط برنامج «برسم الصحافة» محفزاً وملهماً للعديد من البرامج التي أتت بعده، أي بعد عام 2006م، ومعظم الذين اشتهروا ببرامج من هذا النمط، لا يخفون ريادة ريما الشامخ في هذا البرنامج، وفرْضها لأسلوبٍ مهني جديد على ساحة التلفزيون السعودي. وربما سقوطها أثناء تقديمها البرنامج، إثر إصابتها بجلطة دماغية، صنع لها هالة رمزية، مثل كل الذين يعشقون عملهم حتى الموت.
لقد توارت ريما الشامخ عن الأنظار، بعد هذا الظرف الصحي، ولم يعد يذكرها أحد.